"عملية التدريس عن بعد" تعمق الفوارق وتضرب مبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ

"عملية التدريس عن بعد" تعمق الفوارق وتضرب مبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ تفعيل إجراءات الدراسة عن بعد، مباشرة بعد انتهاء العطلة الربيعية

"ما الضرر لو أن وزارة التربية الوطنية شرعت في تفعيل إجراءات الدراسة عن بعد، مباشرة بعد انتهاء العطلة الربيعية، وأعطت لمصالحها الوقت الكافي لإعداد محتوى الدروس  لكافة المستويات، وتركت الوقت الكافي لرجال ونساء التعليم كي يتأقلموا مع هذا الوضع الاستثنائي"، يكاد يكون هذا الطرح هو الغالب لدى معظم رجال ونساء التعليم الذين استقينا آرائهم.

 

فبالنسبة لمراد، وهو رجل تعليم بالمستوى الابتدائي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالدار البيضاء، فرغم تأكيده على أن جميع الأطر الإدارية والتربوية مجندة لضمان الاستمرارية البيداغوجية وتأمين حق التلميذ في التمدرس، فإن إنتاج المواد الرقمية الكافية ليس بالأمر السهل أو البسيط، لاسيما في ظل وجود إكراهات تقنية وذاتية مرتبطة أساسا بهشاشة العديد من الفئات خاصة في الأحياء الشعبية، التي لا تتوفر على أنترنيت، كما أن الظروف التي تم اتخاذ فيها القرار لم تترك لهيئة التدريس الوقت الكافي للتواصل مع آباء وأولياء الأمور من أجل التنسيق معهم وإنشاء مجموعات على تطبيقات التواصل الفوري.

 

مصادر من داخل التنسيق النقابي الثنائي للنقابة الوطنية للتعليم (كدش) والجامعة الوطنية للتعليم، اعتبرت أن عملية التدريس عن بعد يعمق الفوارق ويضرب مبدأ تكافؤ الفرص خصوصا مع غياب وسائل العمل التكنولوجيا في جل المؤسسات التعليمية، دون نسيان افتقاد العديد من العائلات بالعالم القروي والحضري كذلك لجهاز التلفاز والأنترنيت والنقال والحاسوب.

 

وشددت مصادر "أنفاس بريس"، على أن القسم والمؤسسة التعليمية عموما هي الفضاء الحقيقي للعملية التعليمية التعلمية في بعدها التربوي والإنساني، بل كان من المفروض على الوزارة أن توفر جميع الوسائل المادية والتقنية تحسبا لكل طارئ، خاصة التجهيزات ووسائل تقنية وموارد بشرية متمكنة من أدوات التواصل الاجتماعي والتكنولوجيات الحديثة وإعداد البرامج الرقمية والمصورة وبدائل لضمان تمدرس التلاميذ استثنائيا خارج المؤسسات التعليمية.

 

فرغم الإكراهات، هناك بعض الإشراقات في المنظومة التعليمية، ساهم في إنجازها الحس والوعي الوطني للعديد من نساء ورجال التعليم، في هذا الوضع الاستثنائي خاصة في المدن التي تتوفر فيها إمكانية الوصول السلس للشبكة العنكبوتية وتواصل السريع مع أباء وأولياء الأمور، فقد نجح بعض مدراء الهيئة التربوية بتنسيق مع هيئة التدريس من استغلال جميع الإمكانيات المتوفرة من أجل إنجاح عملية التمدرس عن بعد وإنتاج المواد الرقمية الكافية، لكافة التلاميذ والمستويات رغم صدمة فيروس كورونا.

 

الأمر نفسه أكده عبد الكريم إد الحاج، مدير الثانوية الإعدادية بنحبوس التابعة للمديرية الإقليمية الدار البيضاء أنفا، إذ أبرز أن هناك تواصل جيد بين التلاميذ والأساتذة، تم خلاله إنشاء العديد من المجموعات التواصلية بين الأساتذة والتلاميذ وفي جميع المستويات، حيث العملية تعرف نجاحا ملموسا على غرار باقي المؤسسات التعليمية بالنيابة، وكانت تكون أحسن لو أعددنا لها بشكل جيد .

 

قد يكون هذا هو واقع الحال بمركز مدينة الدار البيضاء، لكن وكما أكدت ذلك مصادر من داخل الإدارة التربوية، فإن عملية التعليم عن بعد تعرف تعثرا كبيرا، وكلما ابتعدنا عن المركز إلا وقلت نسبة نجاح هذه العملية، مشددين على أن التعليم عن بعد كمنهجية تعليمية ممكن أن تنجح إذا تم توفير شروط نجاحها مستقبلا...