وفي إحدى السنوات، كّنا نقوم بالحملة الإنتخابية في القُرى المُجاورة لمدينتنا الصغيرة، و في طريق عودتنا عَرج موكبُنا على منزل مُنعزل، كان يتجّمع أمامه عدَد من الأشخاص.
لكن ما إن اقتربنا منه حتّى فرّ الجميع و دخل رب البيت بِسرعة و أغلق ورائه الباب .
اندهش الجميع ولم يفهموا الأمر، لكن أنا و أحد الأصدقاء نظَرْنا إلى بعضنا و ابتسمنا، كنا نعلم أن صاحب الدّار تاجر كيف ، لكّننا لم نقل شيئاً .
تقدّمتُ وطرقت الباب وصحت :
ـ افتح يا عبد الّسلام ، نحن فقط نقوم بالحملة الانتخابية .
عندما خرج كانت علامات الحذر لازالت بادية عليه، لكنه سرعان ما اطمئن، وبدأ يُقسم بأغلظ الأقسام أنه سيقوم بالدّعاية لِمُرشّحنا، الذي صدّقه فمَدّهُ بعدد كبيرٍ من المُلْصَقات التي تتضمّنُ صورته وبرنامج الحزب.
وفي طريق العودة، همس في أذني الصّديق المذكور:
ـ أصبح عند عبدالسلام الآن من الورق لِكي يلُفّ سنابل الكيف ما يكفيه لِعِدّة أيّام .
فهمست له بدوري، ضاحِكاً :
ـ هكذا سنضمن انتشار برنامج الحزب بين فئات واسعة من الشّعب .