عائشة وفيق: هذا ما سيجنيه مواليد جرسيف من مشروع "المهد الأخضر" لزراعة الخرُّوب

عائشة وفيق: هذا ما سيجنيه مواليد جرسيف من مشروع "المهد الأخضر" لزراعة الخرُّوب عائشة وفيق
نجح مشروع "المهد الأخضر" الذي تديره جمعية تيدرين للمرأة القروية في رفع حصة المغرب من المنح التي يقدمها برنامج “منح فورد للمحافظة على البيئة” منذ تأسيسه قبل 20 عاماً إلى 95 ألف دولار، وذلك عقب فوزه بجائزة الفئة الخاصة للعام 2019 البالغة قيمتها 6000 دولار، والتي تم منحها للمشروع الذي يقدم أفضل خطة لمعالجة مشكلة تلوث الهواء. وذلك ضمن المشاريع المتوجة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويهدف المشروع إلى زراعة 150 شجرة خروب أو زيتون أو سفرجل لكل طفل حديث الولادة. وستنتقل ملكية الأشجار إلى الطفل في عيد ميلاده العاشر، ليمنحهم بيع ثمارها الاستقرار المالي في مرحلة البلوغ.
"أنفاس بريس" حاورت، عائشة وفيق، مؤسسة المشروع، وهي مزارعة ورئيسة جمعية تيدرين للمرأة القروية، وجاءت أجوبتها كالتالي:
 
 ما هي أسباب تأسيس مشروعك «المهد الأخضر»؟
يعتبر تلوث الهواء (الذي اختارته الأسرة الدولية شعارا لتخليد اليوم العالمي للبيئة) من أهم المشاكل التي تواجه حياة الإنسان على الارض. وقد ضاعفت من حدة تأثير هذه العوامل ظاهرة تغير المناخ الذي يتجلى اساسا في ارتفاع درجات حرارة الكوكب وتوالي مواسم الجفاف. 
ومن بين السبل المتاحة للحد من تلوث الهواء، والتي تقترحها جمعيتنا في إطار هذا المشروع، توسيع المساحات الخضراء. فالأشجار تلعب دورا مهما في توازن البيئة وتساهم في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
الفكرة التي نأمل أن تصبح سلوكا إنسانيا عاما هي غرس باقة من الأشجار لكل مولود جديد (ذكر أو أنثى) يفتح عينيه في هذا العالم. سترقم تلك الرقعة المشجرة (المهد الأخضر) وتحمل اسم المولود وترافقه مدى حياته مؤمنة له واستقرارا ماديا واجتماعيا.
من شأن مشروعنا أن يساهم في استقرار الساكنة ويعزز ارتباط الإنسان بمسقط رأسه. وإذا كان من حظ هذه الفكرة أن تصبح سلوكا وعادة بشرية، فإن أهمية المشروع ستتجاوز كل الحدود. بل قد تساهم في ترسيخ فكرة تنظيم النمو السكاني: قبل مجيء مولود جديد لا بد من إعداد «مهد أخضر» أي تحضير بقعة للتشجير. 
 
كيف جاءت فكرة ﻤﺸﺮوﻋﻚ؟
 كثيرا ما تولد أفكار رائعة بالصدفة قبل سنتين، في إطار أنشطة جمعيتنا البيئية بجماعة «رأس لقصر» وخلال دورة تكوينية لفائدة نساء القرية حول "دجاج المراعي" كانت من بينهن سيدة على وشك وضع مولود جديد. انحرف نقاش النسوة لينصب على استعدادات السيدة الحامل لاستقبال المولود الجديد. لم تخف النسوة نوعا من الإحباط وهن ينظرن خارج القاعة إلى القرية بتضاريسها القاحلة كأن من بينهن من تتساءل أي مستقبل ينتظر هذا المولود؟ وخلال وجبة الغذاء سألتني إحدى السيدات عن نوع الهدايا التي يجب إعدادها وتقديمها يوم الولادة. بينما كنا ندون مختلف الاقتراحات، ولدت فكرة عظيمة ودقيقة: فكرنا لو قمنا بغرس 100 شجرة خروب هدية للمولود، ما أن يبلغ سن 10 سنوات حتى تكون لديه على الأقل 80 شجرة في مرحلة أوج الإنتاج. وبعملية حسابية بسيطة انتهينا إلى أن تلك البقعة المشجرة ستضمن دخلا شهريا قارا لا يقل عن: 600 دولار أمريكي، أي ما يعادل ضعف الحد الأدنى للأجور في المغرب.
 
 ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪون ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ المشروع؟
قبل جرد نوع وعدد المستفيدين المباشرين من المشروع لا بد من الإشارة إلى خصوصيات المنطقة التي ينفذ بها المشروع. فهي تتمثل في جماعة رأس لقصر وهي من الجماعات القروية لإقليم جرسيف التابع إداريا للمنطقة الشرقية بالمغرب. مناخ المنطقة جاف إذ لا يتعدى المعدل السنوي لتساقطات الأمطار 200 مم.
 عدد السكان يناهز 10500 موزعين على 1770 اسرة قروية تشكل الفلاحة وتربية الماشية أهم نشاطها. أما معدل النمو السكاني فيصل إلى %1.09، أي أن عدد المواليد الجدد يقارب 1000 في السنة. 
خلال السنة الأولى حددنا ميزانية المشروع في حدود 20000 دولار أمريكي، لذلك لن تسمح الموارد المتوفرة من الاحتفاء إلا بمائة (100) مولود الذين ستستفيد أسرهم من تطبق فكرة "المهد الاخضر"، وذلك بغرس 150 شجرة مثمرة لكل مولود. الأشجار مختلفة الأنواع وتتضمن أساسا: الخروب - الزيتون - السفرجل، بالإضافة إلى التين الشوكي كسياج للرقعة المشجرة. 
قبل انطلاق عمليات التشجير سننظم 5 حملات تحسيسية لفائدة 150 أسرة قروية.
 
هل الظروف المناخية لمنطقة جرسيف ملائمة لتطوير المشروع؟
إن فكرة المشروع انطلقت من اعتبار الظروف المناخية للمنطقة، كما بعدة مناطق أخرى بالمملكة، التي تتميز بكونها مناطقة جافة لا يسمح فيها شح الأمطار بممارسة الزراعات التقليدية من حبوب وخضروات. لذلك، فإن التشجير بالأصناف الملائمة التي لا تتطلب الري المستمر هي أفضل السبل لتنمية هذه المناطق. وفكرة التشجير تتوافق مع فلسفة استراتيجية ‘’الجيل الأخضر 2020-2030’’.
 
هل قمتم بالتنسيق مع المؤسسات الفلاحية المختصة كالوكالة الوطنية للتنمية الفلاحية؟
الجائزة لم توفر لنا سوى جزء من الحاجيات المالية لتنفيذ المشروع، لذلك ستعمل جمعيتنا على التماس المساعدة من مختلف المؤسسات الوطنية كالوكالة الوطنية للتنمية الفلاحية ومصالح المياه والغابات ونعتقد أن كل جهة ستدعم المشروع.