يوسف غريب: شكراً لكم يا صاحب الجلالة...

يوسف غريب: شكراً لكم يا صاحب الجلالة... يوسف غريب

شكرا على تجديد انبعاث هذا الأمل بالمدينة وسوس عموما.. ترجمته ساكنة المنطقة بهذا الاستقبال الشعبي التلقائي والعفوي لجلالتكم خلال مسار تنقلاتكم المباركة نحو تدشين مشاريع تنموية من جهة.. أو من خلال تعبيرات الفرح والطمأنينة لدى الجميع وهي تتابع بالتفاصيل آفاق هذه المشاريع إن على مستوى تأهيل المجال الحضري لأكادير.. أو على مستوى إنجاز مدينة سوس - ماسة، كلبنة أولى لعرض نوعي في مجال التكوين المهني.. إضافة إلى هذا المشروع الضخم والأول من نوعه وطنيا ذات الصلة بإنقاذ سوس من العطش من خلال تحلية مياه البحر… ولمدة أسبوع لا حديث هنا بين الناس وبمختلف فئاتهم ومستوى تكوينهم إلاّ عن تغدية هذا الأمل ورسم صور متفائلة نحو المستقبل مراهنين على كون هذه المشاريع هي ملكية بامتياز إسوة مع مثيلاتها بالمدن الأخرى...

 

لكن هذا الأمل الصّادق لدى عموم المواطنين البسطاء تفرمله بعض التخوفات لدى الأغلبية، وذلك راجع وبالتجربة والمعايشة أن لا يكون المسؤولون الجهويّون في مستوى حجم وآمال هذه المشاريع التنموية الكبرى.. بدليل قاطع على أن ما سمّي ببرنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير (2020-2024) والذي تمّ عرضه أمام أنظار جلالته نجده في عموميته يكرر وكلازمة كلمة (إعادة تأهيل)… وكأننا في مرحلة ما قبل المدينة..

 

وهي بالفعل كذلك كمجال حضري انطلق من الانبعاث نحو التفقير.. وفي كل الميادين… وفي غياب تام حد العبث لأي مسؤول بالمدينة يوقف هذا النزيف حتى أصبحنا ننعت بأكبر قرية في العالم.. هذا الغياب التام للسلطة الولائية وبدورها المركزي في النظام الجهوي.. والدليل القاطع ما يقع حاليا من هدم لمنشئات خارج الضوابط القانونية بالمشروع السياحي تغازوت/ باي.. ولسنوات.. حتى جاءت الزيارة الملكية لتصحيح الخلل..

 

والجميع يتساءل عن هذا الغياب لذوي القرار الجهوي في المراقبة والتتبع وفق القوانين كل هذه المدة… لذلك نخاف هذا الغياب المميت في تتبع هذه الاوراش الملكية، وخاصة مشروع تحلية مياه البحر الذي تأجل بسنة عن موعد إنجازه.. إذ أن هذا المشروع هو انقاذ سوس كلها من العطش.. إنقاذ لساكنة البادية السوسية ولمعاشها، إذ لا يتجاوز الاحتياط المائي حاليا بالجهة أقل من ثمانية أشهر حسب الاحصائيات في هذا الباب..

 

لذلك نعتبر أن الوقوف على تتبع انتهاء الأشغال في هذه المحطة وبأسرع وقت ممكن يتطلب رجالات أخرى ميدانية تعتبر الأمر نضالاً وطنيا… لأن الواقع الحالي لطبيعة المسؤولين بالجهة وممن لديهم سلطة القرار والتنفيذ يجعل لتخوفاتنا ذات مشروعية قصوى.

 

إن رمزية غرس شجرة الأركان من طرفكم يا جلالة الملك وتدشين محطة تحلية مياه البحر، هو إعادة انبعاث الحياة من جديد في هذه الأرض الطيبة المعطاء.. هو انبعاث الأمل فينا جميعا نحو مستقبل زاهر لوسط المغرب كجسر بين شمال المملكة وجنوبها… كما كانت عبر تاريخ هذا الوطن..

 

هو الافق الواعد والموعود الذي لن نصل اليه بنفس الأدوات التي ساهمت في هذا التفقير لجل البنيات التحتية في حدّها الأدنى...

 

ألم يقل صاحب الجلالة في خطاب المسيرة ما يلي :

".. وليس من المعقول أن تكون جهة سوس ماسة في وسط المغرب، وبعض البنيات التحتية الأساسية، تتوقف في مراكش، رغم ما تتوفر عليه المنطقة من طاقات وإمكانات".

 

شكرا لكم يا صاحب الجلالة، وكلنا أمل كبير في استقبالكم من جديد.