عبد العزيز الزروالي: هناك احتياطات كبيرة في سدود المملكة تمكن من استفادة المدن من الماء لسنوات

عبد العزيز الزروالي: هناك احتياطات كبيرة في سدود المملكة تمكن من استفادة المدن من الماء لسنوات عبد العزيز الزروالي

اعتبر عبد العزيز الزروالي، مهندس دولة مختص في «الموارد المائية» ويشغل مهمة مدير وكالة الحوض المائي لأبي رقراق الشاوية، المشرفة على تزويد أكبر المدن المغربية بالماء الصالح للشرب من قبيل الدارالبيضاء والرباط... (اعتبر) أنه مع توالي ضربات الجفاف في السنوات الأخيرة وقلة التساقطات المطرية، حدث تأثير ملحوظ على الموارد المائية بالمغرب، وبدت مشاكل الخصاص المادي تكبر شيئا فشيئا. مضيفا أن برنامج السدود بالمغرب كان هو سبب استقراره المائي لمدة طويلة. فالعيوب لم تظهر نسبة منها إلا بعد ندرة المياه بشكل مهول...

 

+ أهم ما ميز سنة 2019، أنها كانت سنة الاحتجاجات في عدة مدن بسبب أزمة الماء، هل الوضع مقلق إلى حد تهديد الاستقرار الاجتماعي بالمغرب؟

- مع توالي ضربات الجفاف في السنوات الأخيرة وقلة التساقطات المطرية، حدث تأثير ملحوظ على الموارد المائية بالمغرب، وبدت مشاكل الخصاص المادي تكبر شيئا فشيئا، وهذا الأمر كان بالتأكيد هو العامل المباشر للانكباب على إيجاد حلول مستقبلية ومستعجلة قادرة على الحد من مشاكل الخصاص المادي. هذا الملف كان بإشراف مباشر من ملك البلاد الذي أعطى أهمية بالغة لهذا الموضوع ولمدة ثلاثين سنة القادمة، وهذا أمر فعال، لكونه ارتكز على عمل علمي متطور سيجنب بلادنا المشاكل المستعصية التي بإمكان الماء أن يحدثها. في ما يخص ردود فعل الساكنة بالعديد من مناطق المملكة، كانت بمثابة الإنذار المبكر للخطر القادم على هذه الواجهة، ومهد لاتخاذ مجموعة من الإجراءات الجديدة المرتكزة على حلول جديدة تعتمد على إحداث سدود من حجم متوسط وصغير، لكنها قادرة على حل المشاكل المطروحة حاليا.

 

+ تبنى المغرب سياسة السدود منذ فجر الاستقلال ويرى مراقبون أن هذه السياسة كانت ستجنب البلاد مشاكل ندرة الماء لو صاحبها حسن ترشيد هذه المياه ولم يتم إنهاك المخزون المائي، هل هذا صحيح؟

- هذا صحيح، والأكيد في هذه المعطيات أن برنامج السدود بالمغرب كان هو سبب استقراره المائي لمدة طويلة. فالعيوب لم تظهر نسبة منها إلا بعد ندرة المياه بشكل مهول، لكن السدود كان لها دور فعال في التغطية عن المشاكل التي كان بإمكانها أن تحدث منذ 20 سنة خلت. من هنا أرى أنه لولا برنامج السدود الذي اعتمدت عليه بلادنا منذ عقود ماضية، لكان الأمر كارثيا في المحصول المائي الوطني...

 

+ بالرغم من أزمة الماء وندرته، نلاحظ اليوم عدم مبالاة السلطات في ترشيد الاستعمال، وكمثال على ذلك التغاضي عن زراعات مبذرة للماء بالعديد من مناطق المملكة، ما هو رأيك؟

- هذا الأمر لم يعد بالشكل الذي كان عليه، إذ أن كل الجهات المسؤولة اصبحت الآن حريصة على المراقبة وبطرق عصرية، وإذا قلت الجهات المسؤولة، فإنني أعني كل محطات وكالات الحوض المائي التي أحدثت لجانا للمراقبة والتتبع، عبر تقنين الاستفادة من الماء، وهكذا تم وضع عدادات تتم مراقبتها وتم تحديد مساحات الاستفادة، ومن تجاوز هذه الشروط، تتخذ في حقه إجراءات زجرية صارمة، تصل إلى حد إغلاق مصادر المياه.

 

+ الآن، وصلت الفأس إلى الرأس، ما العمل كي يتجنب المغرب العطش ويؤمن حاجيات مدنه وفلاحته وصناعته؟

- نحمد لله، الفأس لن تصل إلى الرأس (أجاب مبتسما)، أكيد أن الاحتياطات المتخذة حاليا ستجنب المغرب كل ما من شأنه أن يخيفنا ويرهبنا على واجهة الخصاص المادي. هناك احتياطات كبيرة في سدود المملكة تمكن من استفادة كل المدن لعدة سنوات، الأمر الذي يطرح إشكالا حقيقيا يتجلى في البوادي، والبرنامج الذي تم تسطيره حاليا سيتصدى للمحن المتوقعة، فبرنامج السدود الصغرى بمختلف المناطق سيكون حلا ناجعا. هذا مع الإشارة الهامة إلى أنه في حالة التساقطات المطرية بالشكل الذي نتمناه سيكون حلا قبل كل الحلول.