لماذا قدم المجلس العلمي الأعلى استقالته لبنحمزة في موضوع الدفن الوهابي بمقبرة السلام بوجدة؟

لماذا قدم المجلس العلمي الأعلى استقالته لبنحمزة في موضوع الدفن الوهابي بمقبرة السلام بوجدة؟ مصطفى بنحمزة، ومشاهد من قبور مقبرة السلام بوجدة

خرج رئيس المجلس العلمي لوجدة، الأستاذ مصطفى بنحمزة، من خلال موقع هسبريس 6/2/2020، ليدافع عن الدفن المتجدد بمقبرة السلام، حيث روج للكثير من المغالطات لتوهيم الرأي العام بصواب اختياراته،ومن ثم تسفيه مواقف مخالفيه من المواطنين والمسؤولين.

 

1- فقد ادعى أن المحسنين قاموا بإيجاد مقبرة للدفن، بتوجيه من فقهاء المجلس العلمي لوجدة، وهو أمر مجانب للحقيقة، لأن فقهاء المجلس العلمي، منهم اثنان مريضان ولا يحضران للمجلس شفاهم الله. واثنان مكلفان بمهام بالرباط. وواحد طاعن في السن لا يفارق مكتبه بالمجلس يراقب الداخل والخارج من الموظفين. وواحد مكلف بالخطبة فقط والكل يعلم أنه يحمل قناعات مخالفة لبنحمزة. إذ يبقى الوحيد الذي له صلة بالمحسنين، هو بنحمزة نفسه. حيث يلتقي بهم خارج المؤسسة العلمية بالفيلات والقصور الفخمة...

 

2- وادعى أن المعمول به بوجدة في الدفن، هي طريقة اللحود. وأن المقبرة تضم أكثر من ألف لحد، وهي الوحيدة التي تشتغل .نقول هذا تدليس على المغاربة. فالمقبرة التي تعمل باللحد هي مقبرة سيدي المختار فقط، وعدد اللحود بها أقل بكثير مما ذكره، والرقم مدون عند مصالح البلدية، والغالب عليها الدفن بطريقة الشق. وتاريخ إنشائها متأخر عن باقي مقابر وجدة، وهي: مقبرة سيدي يحي، مقبرة سيدي معافة، مقبرة سيدي محمد، مقبرة الشهداء. فالمجموع خمس مقابر وكلها مازالت تشتغل ولله الحمد، وبطريقة الشق. وهذا مخالف لما صرح به بنحمزة. وتضم هذه المقابر خيرة العلماء الربانيين الوجديين نذكر منهم: الحاج العربي سيناصر، الحاج محمد الهاشمي الميري، الفقيه الصالح العربي وادفل، الفقيه بنسعيد مهداوي الوشاني.. والذين دفنوا رحمهم الله في شق وليس في لحد.

 

3- طلب بنحمزة من الجميع السكوت ، حين يتحدث العلماء، بدعوى أن كلام غير العلماء مجانب للمنطق والدستور. فنقول إن الدستور يتحدث عن مؤسسة الفتوى بالمجلس العلمي الأعلى الذي يترأسه أمير المؤمنين، وليس عن شخص مصطفى بنحمزة.. فالمغاربة لا يثقون في فتواه لأنه مدلس، وينهل من مشرب وهابي-إخواني، ظهر ذلك في مناسبات متعددة، ويكفي أن نذكر أن المجلس العلمي الأعلى حينما اجتمع للرد على الشيخ القرضاوي بشأن فتوى القروض البنكية الشهيرة، امتنع بنحمزة عن الحضور وفضل إلقاء درسه السبتي ليدافع عن القرضاوي الإخواني. ولا يخفى على أهل وجدة أن بنحمزة كان على صلة وطيدة بالقرضاوي حينما كان مقيما بدولة الجزائر، وباقي الرموز الإخوانية المقيمين بها.

 

4- أما عن نفي بنحمزة لوهابيته، فهو معروف عند أهل وجدة بمهادنته للوهابية، ولم يتغير موقفه من الوهابية لاعتبارات فقهية، وإنما لاعتبارات سياسية؛ خاصة حينما ساند حزب النور السلفي المصري الرئيس السيسي، وحارب الإخوان بمصر. ودخلت المملكة العربية السعودية الوهابية، في صراع مع دولة قطر المساندة للتيار الإخواني.

 

5- زعم أن الوهابية لا يتوجه بها إلى الأموات، فنقول: إن أهل وجدة يعلمون أن جمعية الخيرات الوهابية لها سيارة خاصة بنقل وغسل وتكفين ودفن الأموات، وإقامة ليلة العزاء مجانا، شريطة ألا يقرأ القرآن جماعة على الميت، وغيرها من الطقوس المغربية الأصيلة بدعوى محاربة البدعة...

 

6- وفيما يشبه التهديد، اعتبر بأن وجدة توجد في منطقة حدودية، وأن الحدود محفوظة بالعلماء. نقول: هذا من المزايدات على المصالح الأمنية بمختلف ألوانها وتشكيلاتها، التي تحرس الحدود ليل نهار، زاد الله في يقظتها. أما مساجد المنطقة الحدودية فإنه معروف لدى أهل وجدة أن بنحمزة لا يعرفها، وأن الأستاذ الذي كان مكلفا بها من طرف المجلس العلمي عزله بنحمزة من مهمته، بدعوى أنه يخدم مصالح حزب الأصالة والمعاصرة بوجدة، وأن الحزب فاز بالانتخابات في المناطق الحدودية بفضل مساعدة هذا الأستاذ. ولحد الساعة لم يكلف المجلس العلمي من يعوضه، منذ عدة سنوات.

 

7- وقال بنحمزة بالعامية: "حتى واحد ما يفرض راسو علينا نحن أحرار". فنقول: أنت حر في طريقة دفن أمك وأبيك كما صرحت في جريدة "هسبريس"، وحر أن توصي بطريقة دفنك بعد عمر مديد إن شاء الله. ولكن لست حرا في فرض دفن أهل وجدة بالطريقة التي تحلو لك، مهما كانت الأسباب والمبررات.

 

مع الأسف أكدت خرجة بنحمزة تنطعه عن منطق المؤسسات، وتضخم الأنا لديه، فكانت غير ذي موضوع. فالرأي العام بوجدة وعموم الوطن، كان ينتظر خروج رئيس الجماعة الحضرية لوجدة، والأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى، لتنويره بحكم الاختصاص، بحقيقة دوافع مقبرة السلام، والرأي الشرعي حول الطريقة المتجددة للدفن فيها، انتصارا لمنطق المؤسسات، وليس تطفل صاحب المضاربات العقارية والتهريب الديني، الذي ملأ الدنيا ضجيجا، وتغافل عن أن هواه قد أسقط عنه سمت عالم الأمة!