من الظواهر التي تميز إقليم بنسليمان، تغيير الألوان السياسية، إذ كم من منتخب "وازن" بهذا الإقليم لبس أكثر من ثلاثة ألوان سياسية (مثلا: رئيس المجلس الإقليمي الحالي، رئيس بلدية المنصورية، مستشارون جماعيون يقدرون بالعشرات....).
هذه الظاهرة يتحكم فيها عامل أساسي، والمتمثل في رغبة أسماء تنتمي لنفس الحزب وتسعى للحصول على تزكية للتباري على نفس المقعد،وهنا يستحيل منح حزب واحد لتزكية منتخبين من نفس اللون السياسي.
لذا، فإن بعض المنتخبين يبحثون عن تزكيات من رحم أحزاب أخرى. وتبقى بعض الأسماء القليلة التي حافظت على نفس الانتماء الحزبي، منهم ( الإستقلالي كريمين رئيس بلدية بوزنيقةن وحسن عكاشة المنتمي للتجمع الوطني للأحرار...).
ومع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية القادمة المقررة سنة2021، بدأ التسابق سريعا في الظرف الحالي من أجل الحصول على تزكية حزبية بشكل مبكر، مع العلم أن مسطرة تغيير الأحزاب أصبحت لها منهجية جديدة والتي تعتمد بشكل خاص على الموافقة على الاستقالة من مسؤولي الحزب الأول.
وحسب المعطيات الأولية، فإن موسم النزوح نحو أحزاب جديدة انطلق منذ مدة، وفي مقدمة هذه الأسماء رئيس بلدية بنسليمان الذي لم يجد دعما معنويا من حزبه الحالي(الحركة الشعبية) وفضل الهجرة لحزب الحمامة. رئيس المجلس الإقليمي بدوره سيبحث عن لون سياسي جديد، لكون تنافره مع مسؤولي حزب الاستقلال منذ الانتخابات الماضية أقنعه بتغيير الأجواء. كريم الزيادي الذي قضى ولاية بالبرلمان باسم حزب التقدم والاشتراكية بدوره يبحث عن تزكية حزبية جديدة وهو الآن جد قريب من التوافق مع حزب الإتحاد الاشتراكي وإن كان لشكر لا يتكلم مع القواعد بنفس اللغة، علما أن الزيادي يعتبر نبيل بنعبد الله تعامل معه بسلوك غير سليم،حيث سهر على انقلاب أبيض من دون مساطر حزبية سليمة.،وهذا الأمر جعل حزب الكتاب يعيش حاليا جمودا غير مسبوق،وإن كان سعيد الزايدي يمثله على واجهة الجماعة والبرلمان،فإن ذلك الإشعاع المأمول غير محقق بشكل كلي. حزب الأصالة والمعاصرة بدوره يعيش بإقليم بنسليمان ضبابية كبيرة،ويبقى المؤتمر الرابع هو الذي سيحدد مساره الحقيقي، خاصة وأن هذا الحزب لم يعرف أي بصمة تذكر بهذا الإقليم وكان تنظيم هياكله عرف كل أنواع الفشل. وبين هذه المعطيات وأخرى.
يتضح إذن أن المسار الحزبي بإقليم بنسليمان مرتبط في مجمله بالمحطات الانتخابية، ولهذا فإن تغيير الألوان السياسية تبقى هي الميزة البارزة عند الأغلبية الساحقة من المنتخبين.