الزجال الباهلي : زاوية سيدي اسماعيل القرية المنسية بإقليم الجديدة

الزجال الباهلي : زاوية سيدي اسماعيل القرية المنسية بإقليم الجديدة مشهد من وضعية البنيات التحتية المتدهورة بالمنطقة، وعبد المجيد الباهلي في إطار الصورة
على الرغم مما يميز جماعة سيدي اسماعيل بإقليم الجديدة من مؤهلات وذلك يتواجدها في مفترق طرق استراتيجي؛ رابط بين جميع الاتجاهات؛ وما تزخر به من موارد فلاحية مهمة، فضلا عن عمقها التاريخي والصوفي وسط قبائل دكالة، حيث يعود اسم الزاوية التي توصف بها، إلى نسب الشريف الشيخ العالم المجاهد سيدي اسماعيل ابن الشريف سيدي محمد بن عبد الله، المعروف بالتقوى والفقه والعلم، رغم كل ذلك تعيش هذه الجماعة، حالة كبيرة من التهميش والإقصاء صيفا وشتاء. "أنفاس بريس" التقت الزجال والفاعل الجمعوي - ولد للبلاد- عبد المجيد الباهلي/ وأجرت معه الحوار التالي:
لماذا في نظرك وصلت جماعة سيدي إسماعيل إلى هذا المستوى من التردي؟
هذا السؤال حول قريتي، زاوية سيدي إسماعيل يطرح نفسه مع الكثير من المرارة وشعور بالخيبة، ففي كل مرحلة من مراحل المجالس المتعاقبة نبدأ قصة مأساتنا من الصفر.. ما تعيشه الساكنة من تهميش وإقصاء في جميع المجالات ولا أخفي بأن أغلبية الساكنة تتحمل تصيبا من المسؤولية ﻷنها استمرت في تكرار الخطأ بتواطئها مع نفس المسؤولين دون القدرة أو الجرأة على المواجهة من أجل اﻹعتراف بالذنب وتصحيح اﻹختيار، كي تكون ... القيادة بالعقل وليس بالمال والجاه.
فالزاوية مسيجة بالعراقيل واﻹكراهات؛ بعدما كانت معلمة لنشر العلم والمعرفة ..رغم موقعها اﻹستراتيجي المنفتح على طرق رئيسية مهمة تربط بين الشمال والجنوب، لكن إغراقها في انتشار البناء العشوائي مع تزايد نمو الساكنة وهو ما يؤزم وضعية الجماعة في غياب حلول ناجعة، كما أن تصميمها التعميري يخدم مصالح شخصية..
كيف يمكن تفسير تدهور البنية التحتية؛ خاصة مع الأمطار الأخيرة من حيث الطرق والتطهير والإنارة العمومية ؟
فيما يخص تدهور البنية التحتية، كما ذكرت راجع لعدم اﻹهتمام الذي لايحتاج لتبرير : وسط المركز الطريق الرئيسية محفرة، الأحياء والدواوير المجاورة تعاني ويلات البرك المائية الناتجة عن توقف أشغال الواد الحار الذي تؤدي الساكنة اقتطاعات عبر فاتورة الماء منذ سنوات أعتقد منذ سنة 2013 ..لا نحتاج إلى ربط هاته النتائج الكارثية بإخفاقات الماضي، فتحمل المسؤولية يستوجب القدرة على قراءة اﻷسباب ﻹيجاد الحلول، وليست المبالغة في تصور المصاعب والمشاكل المتشابكة؛ لأن المواطن اﻹسماعيلي اصلبه الملل.. ونعم هذه الأمطار اﻷخيرة لا قيمة للإنسان وسط " الغيس،الحفاري، ضايات الشتاء مختلطة بالواد الحار... يصعب الخروج مشيا نهارا ناهيك ليلا مع اﻹنقطاع المفرط للكهرباء والإنارة ..
الوضع،مؤسف، ومؤلم جدا ..أما الوضع الصحي فهو مريض مستشفى بدون تجهيزات ضرورية وطبيب واحد تنتظره الأكثرية "وقتالش تجي نوبتها".
كيف هو حال الوضع الثقافي بهذه الجماعة والتي سميت بالزاوية كقلعة صوفية أنجبت أقلاما ورجال فكر؟
الوضع الثقافي للجماعة مقصي هو كذلك وشبه ميت ويتم خلق جمعيات محسوبة على الثقافة، لكي تستفيد من الدعم المادي والامتيازات دون تفاعلها بصورة متكافئة وبمنظور ثقافي هادف الشأن الثقافي؛ يبدو مجرد ديكور بصيغة ملء الفراغ بالفراغ ...أغلب الجمعيات الثقافية الهادفة جمدت أنشطتها لعدم استفادتها من الدعم أو غير كاف لتغطية أنشطتها مع غياب دار الثقافة المبرمجة في المشاريع الوهمية، تم إنشاء خزانة في عهد حكومة التناوب تفتقر اليوم ﻷبسط التجهيزات مختبئة وراء السكن أﻹداري وراء فيلا الرئيس. .باستثناء دار الشباب ومن هذا المنبر أحيي مديرة الدار التي ناضلت ومازالت تناضل وتعاني في صمت من عدم توفرها على قاعة مجهزة .. دار الشباب هي عبارة عن دار سكنى..لدينا مواهب تجهض في أوجها، بالتالي تزداد الفجوة سوءا وتتسع دائرة الضياع ...
ماذا تحقق بالجماعة على المستوى الرياضي ؟
على المستوى الرياضي النادي اﻹسماعيلي لكرة اليد الذي يحظى برعاية المجلس حقق الصعود للقسم الممتاز في ظرف وجيز ،في غياب قاعة خاصة لكرة اليد، إنجاز مهم يحسب لمكتبه، وكذلك نفس النادي فرع كرة القدم حقق الصعود للقسم الشرفي؛ لكن بالمقابل نادي الوفاء اﻹسماعيلي لكرة القدم يعاني من التقصير في الدعم المادي حسب مكتبه من طرف المجلس الجماعي .. أما فرع ألعاب القوى فقد تم إقباره وإقبار فئات كنا نأمل فيها خيرا..نفس المشكل غياب ملعب كرة القدم للكبار، الفريقان يلعبان في ملعب القرب الخاص بالناشئة البعيد كل البعد بكيلومترات عن المركز، مما يشكل خطرا على أبنائنا، عشب سيء، عدم استفادة الصغار من الدوش الساخن، ضعف التجهيزات اﻷولية الخاصة بتداريب الناشئة.. بالمناسبة انوه بالمجهودات المبذولة من طرف المسؤول عن الملعب في ظل هاته الاكراهات .. هنا نوجه اللوم للوزارة الوصية والجهات المسؤولة التي لا تكلف نفسها بإرسال ولو أقمصة وكرات للناشئة ...
أليس تحويل السوق الأسبوعي بعيدا عن مركز الجماعة والطريق الوطنية نوعا من الإقصاء الذي لا يخلو من ارتجالية؟
المجتمع المدني محدود التأثير بسبب الشرخ الواضح، فهو يتقن استهلاك للكلام...وهناك فئة قليلة جدا تعبر عن غضبها وسخطها في وسائل التواصل الاجتماعي الفيسبوك خاصة؛ الذي يبقى المتنفس الوحيد لها..تحتج بنشر الصور المؤلمة والفيديوهات التي تعري واقع الزاوية، لكن دون جدوى.