في افتتاح مقبرة السلام بوجدة، وأمام صمت المجلس العلمي الأعلى..مصطفى بنحمزة يمارس التدليس!

في افتتاح مقبرة السلام بوجدة، وأمام صمت المجلس العلمي الأعلى..مصطفى بنحمزة يمارس التدليس! مصطفى بنحمزة، و مشاهد من قبور مقبرة السلام بوجدة
في تصريح لمصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي لوجدة،أثناء افتتاحه لمقبرة السلام، التي تضم 15ألف لحد، وردت مجموعة من المغالطات، بغية تكريس الأمر الواقع، كما هو نهجه الفوضوي دائما وهو يدوس على كل المساطر القانونية والأدبيات المذهبية. نجملها في ما يلي :       
1- لقد ادعى أن المقبرة عبارة عن لحود - وأن اللحد، بالاستناد إلى الأثر، أفضل من الشق - وأن النبي صلى الله عليه وسلم دفن في لحد.
والحقيقة أن الصور التي نتوفر عليها تثبت أن القبر الذي بني يتضمن داخله حفرة تفضي الى سرداب عميق وعريض عبارة عن قبو ستردم فيه عظام الموتى بعد نبش القبر ثانية من أجل دفن شخص آخر، أي أننا أمام مقبرة متجددة الدفن. حيث سيدفن جماعة من الأفراد في قبر واحد،  وهو أمر لا يجوز شرعا عند جميع المذاهب الفقهية إلا لضرورة قصوى حددها الفقهاء بكثرة القتلى أو الموتى بسبب الحرب أو الوباء أو الهدم بالزلازل و....وهناك من الفقهاء من حرم إدخال ميت على ميت لما فيه من هتك الأول وظهور رائحته، فيجب إنكار ذلك.
ولا يتسع المقال لذكر جميع أقوال الفقهاء في الموضوع . وإنما نترك الأمر للمجلس العلمي الأعلى ليقول كلمته في هذه النازلة الجديدة على طريقة دفن المغاربة، التي أثارت جدلا ولغطا بمدينة وجدة في غياب وثيقة رسمية تبين جلية الأمر. 
2- يحاول بنحمزة إضفاء المشروعية على مسلكه هذا بالاستناد إلى لحد النبي(ص)، وهو لحد فردي وليس جماعيا. وكذلك بالاستناد إلى لحود مقبرة سيدي المختار، والحال أن هذه اللحود عائلية وليست للعموم، وهي محدودة، وقد شابتها أخطاء في الدفن. كما يعود تاريخها في الغالب إلى سبعينيات القرن الماضي. ولربما بتأثير مشرقي. في حين ان أغلبية القبور هناك هي عبارة عن شق،وهو الغالب على قبور المغاربة. والدفن الجماعي سواء في لحد أو شق، وكذا صفة القبر، مبسوطة شروطها في كتب الفقه . لذلك لا يمكن أن يفرض بنحمزة قناعاته الأصولية بقوة أمر الواقع على موتى أهل وجدة. 
3- لقد ظهر رئيس المجلس العلمي لوجدة  في افتتاحه لهذه المقبرة، محاطا بمجموعة من رجال الأعمال والعقار والتجزئات السكنية.
والرأي العام يتساءل: أين والي جهة الشرق المسؤول الأول بالمدينة ؟أين رئيس المجلس الجماعي الذي يمارس شرطة الجنائز والمقابر حسب الميثاق الجماعي 2002 ؟أين ناظر أوقاف وجدة بحكم أن المقابر تعتبر حبسا لوزارة الأوقاف ؟ أين رئيس الجهة والمنتخبون الذين يمثلون الساكنة ليلاحظوا حقيقة المقبرة وما تتضمنه من سراديب ليدلوا بدلوهم نيابة عن ساكنة المدينة؟أين رجال الأمن ليقفوا على حقيقة السراديب الأرضية وما يحتمل أن تشكله من خطورة أمنية محتملة في مدينة حدودية؟
4- إن الادعاء بعدم وجود أراض للدفن لتبرير طبيعة هذه المقبرة، عار من الصحة، حيث إن رئيس جماعة أهل أنكاد ورئيس المجلس الإقليمي عبرا في أكثر من مناسبة على كامل استعدادهم لتبرع بالعشرات من الهكتارات ضواحي مدينة وجدة لدفن أموات المسلمين، لكن انتماءهم لحزب الأصالة والمعاصرة ،جعل الأستاذ بنحمزة يسابق الزمن حتى لا تنسب لخصومه وهو الإخواني القح، أية مزية.
5- لقد قوبلت دعوة رئيس المجلس العلمي لفتح مقبرة متجددة باستنكار شديد في العديد من الصفحات الفيسبوكية، مطالبة برد الإعتبار للعديد من أضرحة الأولياء والصالحين الذين طمس معالمهم بنحمزة، وذكروا من بينهم الولي الصالح سيدي شافي الذي يقال إن قبره مطموس قرب مراحيض مسجد فاطمة أم البنين بوجدة .فما رأي المجلس العلمي الأعلى في الموضوع؟
وبالجملة، فإن ملف هذه المقبرة ،في حاجة لفتوى المجلس العلمي الأعلى،علما أنه كان عليه إصدارها سنة2016، لما وقع الكلام على الطابع الوهابي للمقبرة!