يعيش اتحاد كتاب المغرب فراغا قانونيا مهولا وصراعات فاقت حدود الحدة والتطاحن. فقد أصبح يعاني من الشتات ومن الجمود المفزع. وكثر تبادل الاتهامات بين العديد من أعضائه الكتاب والمبدعين؛ إذ عوض أن يكونوا قدوة في تشكيل نهج جمعوي سليم، أصبحنا نرى أن جسد منظمتهم ينخرها ما ينخر الجماعات المحلية وبعض الجمعيات من فساد وتسابق نحو المصالح الذاتية.
لقد تشكلت مؤخرا لجنة تحضيرية تهدف إلى تشكيل مبادرة فتح صفحة جديدة في وجه العمل الجمعوي للكتاب المغاربة، وبادرت هذه اللجنة إلى مجالسة وزير الثقافة حسن عبيابة، لكن هذه المبادرة لم تخل من ردود فعل متعددة. فالبعض رأى فيها مبادرة إيجابية لوضع حد للجمود الذي عانى منه اتحاد كتاب المغرب في شق عمله الجمعوي في السنوات الأخيرة؛ والبعض الآخر انتقد أصحاب المبادرة واعتبروهم فضوليون يتحركون بوازع مصالح ذاتية، خاصة وأن بعض الأسماء تتهم بالمساهمة في ما يعيشه اليوم اتحاد كتاب المغرب من أزمة تنظيمية قاتلة.
لا ينكر أي أحد أن اتحاد كتاب المغرب عرف سابقا مراحل تستحق الإشادة والتنويه، في عهد رؤساء يشهد لهم بالكفاءة والنزاهة.. لكن هناك مراحل أخرى زاغت عن المسار السليم الذي أحدث من أجله اتحاد كتاب المغرب، واختلط الجانب السياسي بالواجهة الثقافية، وحضرت المصالح الذاتية لتفتح جبهة التطاحنات والصراعات التي مازالت حاضرة إلى اليوم..
معظم المثقفين والغيورين على هذه المنظمة الثقافية أضحوا يتساءلون: هل أصيب اتحاد كتاب المغرب بالسكتة الدماغية؟ مما يضعنا أمام إيحاء بأن إحياء أنشطته أصبح في خبر كان.