محمد الغالي: هناك جيل ثان من التآمر على القضية الليبية باستبعادها للإرادات الحسنة

محمد الغالي: هناك جيل ثان من التآمر على القضية الليبية باستبعادها للإرادات الحسنة محمد الغالي

يتواصل يوم الأحد 19 يناير 2020 في العاصمة الألمانية، برلين، مؤتمر حول ليبيا، وهو المؤتمر الذي عرف إقصاء متعمدا للمملكة المغربية، بالرغم من كونها الراعي الأول والمبادر لعقد سلام بين الأطراف المتناثرة عن السلطة في هذا البلد، من خلال اتفاق الصخيرات، على بعد كلوميترات من الرباط العاصمة.

وكرد ديبلوماسي على هذا الإقصاء، أصدرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، يوم السبت 18 يناير 2020، بلاغا، أكدت فيه أن "المملكة المغربية كانت دائما في طليعة الجهود الدولية الرامية إلى تسوية الأزمة الليبية، وأنها اضطلعت بدور حاسم في إبرام اتفاقات الصخيرات، التي تشكل حتى الآن الإطار السياسي الوحيد الذي يحظى بدعم مجلس الأمن وقبول جميع الفرقاء الليبيين، من أجل تسوية الأزمة في هذا البلد المغاربي الشقيق".

 

تعليقا على هذا الإقصاء للمملكة المغربية من هذا المؤتمر، صرح محمد الغالي أستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش لـ "أنفاس بريس" قائلا: "إن عدم استدعاء المملكة المغربية يعتبر موقفا غير سليم، لاعتبارات متعددة، منها كون المغرب كان من الدول التي قامت بجهود حثيثة، وذلك برعاية الأمم المتحدة، فما يتعلق بإيجاد تسوية بالنسبة للمشكل الليبي، انطلاقا من مفاوضات الصخيرات والاتفاق الذي  أسفرت عنه بخصوص وقف إطلاق النار  وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة على السلطة في ليبيا".

 

وأكد الغالي "أن كل هذه العناصر تؤكد الملموس الدور الأساس والمحدد والاستراتيجي الذي لعبته المملكة المغربية في وقت كان شديدا وعصيبا؛ ومن خلال موقف دعم استدعاء المغرب، يظهر أن هناك ربما أجندات يتم طبخها في الخفاء، وهذه أجندات غير بريئة، لأنها استبعادها للإرادات الحسنة، وخاصة بالنسبة للدول التي تجمعها معها عناصر الانتماء  الجغرافي واللغة والدين".

 

ويظهر، حسب الدكتور محمد الغالي، "أن هناك مؤامرة أخرى تحاك، وربما هناك جيل ثان من التآمر إلى القضية الليبية باستبعاد المؤتمر كل الدول أو الإرادات الحسنة التي يمكن أن تساهم بشكل فعلي في تقريب وجهات نظر جميع الأطراف  الليبية، وبالتالي تهريب هذا المؤتمر إلى دولة أوروبية بعيدة كل البعد عن الاهتمامات الليبية، فهو يعكس أن ليبيا يحاول التعامل معها عل أساس أنها كعكة، وبأنها منطقة تقاطعات ولتقسيم  المصالح الأوروبية، وكذا الولايات المتحدة الامريكية وروسيا".

 

وأشار الغالي إلى "أن الموقف التونسي أبلغ دليل على ذلك، بأن الأطراف التي يمكنها أن تلعب دورا أساسيا  وبريئا، أو أن الدور البريء، يمكن أن يلعبه بعض الأطراف، تم استبعادها بطريقة أو بأخرى  لعدم دعوتها مباشرة، أو إن دعوتها جاءت متأخرة، ولم يتم إشراكها في كل النقاشات أو في ما يتعلق بتحضير أرضية المؤتمر."

 

ويعتقد الدكتور محمد الغالي "أن مؤتمر برلين سوف لن يسفر عن أشياء يمكن أن تساعد على حل المشكل الليبي، بل إن هذا المؤتمر لن يسفر سوى على نتائج ستزيد الطين بلة، ويساهم في تعميق الجرح الليبي، وربما هي إشارات قوية أن الدول المجتمعية في برلين لا تكثرت بالأمن القومي للدول التي تجمعها علاقات حدودية اقتصادية وسياسية، في إطار التكتلات الإقليمية، مثل تكتل اتحاد المغرب العربي".