فقدوا كل أواصر الإخوة والعروبة والدين، فلم يهمهم سقوط أنظمة كانت أوطانها آمنة مستقرة ؛ فانتشر ت بينهم الفرقة والانهزامية حتى لم يبق طامع يسعى للتدخل في العالم العربي إلا واتخذ سبيله إلى العدوان على الدول العربية، فلا يوجد من يردعه، والمظلة عربية تحمى حقوقه عبر دمية أسسها الاستعمار البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية، لتختزل فرقة العرب فيها، وتساعد على نمو الشقاق بين الدول العربية ،عندما وضع الإنجليز خنجرًا مسمومًا في وثيقة تأسيس الجامعة العربية، بإعطاء القرارات صفة الإجماع، فعطلت كل قرار، وتتراجع الأغلبية لصالح أقلية ضئيلة عميلة مع أعداء الأمة العربية.
ولذلك أصبحت الجامعة عاجزة عن اتخاذ اَي قرار يعيد للعالم العربي وحدته، ويرشده إلى طريق القوة، للحفاظ على العالم العربي، وهكذا حتى المظلة ظهر فيها تشققات تركت هطول الأمطار يسرح فيها، فلا نستغرب أن يتطاول على الدول العربية الأتراك الذين كانوا حتى وقت قصير يتسولون المساعدات المالية من الدول العربية، وحين ركب الموجة القردوجان بدأ يسرح بخياله في تاريخ الإمبراطورية العثمانية، ويتخيل نفسه خليفة عثماني يستمتع بدماء الأبرياء تسيل في غزواته، كما فعل أجداده من جرائم يندى لها جبين الإنسانية في الوطن العربي، فكم علقوا المشانق للمثقفين العرب في دمشق ولبنان؟! وكم قتلوا من المواطنين الليبيين سقطوا تحت سنابك خيولهم؟! وحينما هانت على العرب شهامتهم وعروبتهم وتخلوا حتى عن الدفاع عن الأوطان تهيؤات القرود من الأتراك وغيرهم في الزحف على الدول العربية، كيف قبلنا بالسقوط والانهزام؟ كيف سمحنا للقراصنة بتهديد الأمن القومي العربي؟ كيف سلمنا قلاعنا وسلاحنا واستسلمنا للأعداء الا من صرخة توقظ في قياداتنا وقفة شجاعة ، تطوي خلافات الأشقاء لتلتحم القلوب، وتتصافح الأيدي، وتتحد العقول، من حق الوجود للأمة العربية قبل فوات الأوان.