عزيز لعويسي: مرحبا سنـة 2020..

عزيز لعويسي: مرحبا سنـة 2020.. عزيز لعويسي

رحلت سنة 2019 بشكل لا رجعة فيه، حاملة بين أجنحتها ما ميزها من فواجع وآلام وأحزان، وما طبعها من صعوبات وانكسارات ونجاحات، لترصع كسابقاتها قلادة الزمن العابر، وحلت سنة 2020 ضيفا عزيزا بين ظهرانينا، نجهل ما ستحمله لنا من أخبار ومفاجآت، وفي جميع الحالات، فعجلة الزمن تدور بسرعة هائلة، نكاد لا نستشعر دورانها، وكلما ودعنا سنة واستقبلنا أخرى بالأحضان، كلما تحركت الإنسانية الراقدة في عوالمنا، لنتقاسم بدون تدابير أو ترتيبات مسبقة، مشاعر المحبة والتفاؤل والأمل، ونتشارك أحاسيس الانتماء إلى عالم مشترك، نتمناه واحة أمن وطمأنينة وسلام، بعيدا عن القلاقل والنعرات الهدامة، التي تجرنا بشكل مستدام إلى منزلقات النزاع والصراع، وسفوح الحقد والضغينة والكراهية لبعضنا البعض ..

 

في المغرب كغيره من الأمم والبلدان، حطت الرحال سنة 2020 بين ظهرانينا، بعد أن استسلمت سنة 2019 لقدر الرحيل المحتوم، ويصعب توقع ما لا يمكن توقعه، في سنة جديدة تبدو كالأرض البكر، التي لا أحد يعرف تقاسيم براريها وشعابها، ولو أجدنا قراءة الفنجان، لكننا نستطيع أن نركب على صهوة الترجي ونسافر بين أجنحة التمني، في أن يكون "الآت" خير مما هو "فات"، وبين "الآت" و"الفات"، نقتنص هذه المساحة الزمنية، لنطلق من خلالها "العنان" لقلم، من خلال مداده الجارف كالسيل، نتمنى  ..

 

نتمنى أن تنفض السياسة غبار العبث عن جسدها المصاب بالضعف والهوان.. أن يقطع "الساسة" مع عهد المعارك الحامية الوطيس، بكل ما تحمله من عناد وصدام وأنانية مفرطة، في نزالات غير مسؤولة، الخاسر الأكبر فيها هو "الوطن".. أن نحاصر "الريع" ونطارد أشباح" العبث" و"الفساد"، التي تتهافت من أجل "الحلب" و"السلب" و"النهب"، في انتهاك مستدام لحرمة الوطن ..

 

أن نعيد الهيبة لسلطة القانون، بشكل يحقق شروط العدالة والإنصاف والمساواة، ونعطي حياة لمبدأ "ربط المسؤولية بالمحاسبة"، لكبح جماح صناع العبث والتهور واليأس ..

 

أن نتملك الحق في إعلام "مهني" و"أخلاقي" يرتقي بأذواقنا ومعارفنا ويواكب تطلعاتنا وانتظاراتنا، بعيدا عن أورام "التفاهة" و"السخافة" و"الميوعة" و"الانحطاط"...

 

أن نكسب رهان مدرسة عمومية عصرية، بمناهج وبرامج وطرائق حديثة، ترتقي بالأفكار والقيم، وتتيح أفقا رحبة للتعبير عن الطاقات والقدرات والمهارات .. أن نعيد الاعتبار لمهنة المدرس(ة) الذي بدونه لا يستقيم إصلاح ولا تتحقق تنمية...

 

أن نحترم بعضنا البعض، بالتنازل عما بات يسيطر علينا من أنانية مفرطة ومن عناد وعبث، وجنوح أعمى نحو المصالح الضيقة، إرضاء لكبريائنا وغطرستنا.. أن نعلن الهدنة بشكل مستدام، ونطرح أسلحة الكراهية والضغينة، ونشهر بنادق الصفح والمودة، ونتبارى بشرف وأمانة واستقامة لخدمة الوطن، بعيدا عن القلاقل والنعرات الهدامة ..

 

وقبل هذا وذاك، نتمنى أن نكون مواطنين، بالفعل والممارسة والسلوك، نسخر كل طاقاتنا وقدراتنا، من أجل كسب رهان الجواز الآمن لمرحلة "المسؤولية" و"الإقلاع الشامل"، التي سيكون "النموذج التنموي المرتقب" مدخلها الأســاس، وبهذه الآمال المشروعة، يحق لنا الترحيب بسنة، نتمنى أن تكون أفضل وأرقى من مثيلاتها.. فمرحبا سنة 2020، وكل عام والوطن بألف خيـر...