رؤساء الجزائر.. ليس في القنافذ أملس!

رؤساء الجزائر.. ليس في القنافذ أملس! عبد الرحيم أريري

يبدو أن جنيرالات الجزائر متشبثون باعتماد «الحرس القديم» لتمرير أحقادهم تجاه المغرب، في تحدّ صارخ لمطالب الشارع الجزائري الذي ينادي بالتغيير وطيّ صفحات نظام الحكم العسكري الذي يجثم على صدور الجزائريين. لكنّ تعيين عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية الجزائرية الثامن، في انتخابات «مشبوهة» و"مطبوخة" سلفا في قلعة العسكر الجزائري، لوضع «دمية» بقصر المرادية، هو امتداد لتوغّل الطّغمة العسكرية في خنق رقاب الجزائريين، وامتداد مسلسل رشق المغرب بسهام العداء والتحرش بوحدته الترابية.

 

عبد المجيد تبون هو “المومياء” الجديدة التي ستحكم الجزائر إلى أن يفعل الله أمرا كان مقضيا، ويصنع له العسكر الجزائري كرسيا من المسامير المدببة يمارس فوقه “اليوغا” مثل “مهراجا” هندي، أو كاهن من “السّيخ” و”الهندوس”، ليرتقي الكرسي إلى “مومياء” يُحفظ في تابوت.

 

تبون أصبح حاكما بقصر المرادية وعمره يناهز 74 سنة (من مواليد 1945)، بخلاف الرئيس الجزائري السابق الذي كان يبلغ من العمر في عهدته الأولى 62 سنة (من مواليد 1937). بوتفليقة الذي ظل يحكم الجزائر من 1999 إلى 2019 باستعمال “ليكوش”، بعد أن فقد القدرة على الحركة والكلام.

 

العمر الافتراضي الذي سلّم فيه جنيرالات العسكر مقاليد الحكم إلى عبد المجيد تبون هو عمر متقدّم نسبيا، وأصبح قريبا من دخول مرحلة “التّحنيط” وتحويله إلى “مومياء-رئيس”، وبرمجته ليصبح قناة لتصريف سمومهم تجاه المغرب وصحرائه. وهو التفاف على الثورة الجزائرية ونسف لسياسة حسن الجوار التي ينهجها المغرب، بدليل أن تصريحات عبد المجيد تبون قبل انتخابه رئيسا للجزائر كانت مجرد “تسخينات” لدخول “معترك” قصر المرادية الذي لا يدخله إلا “الطاعنون” في السنّ وفي عدائهم للمغرب وللمغاربة، لاسيما وأن تبون في خطاب التّنصيب لم ينس أن “يًكرم” المغرب ويخصص له فقرة ينفث فيها أحقاده وسمومه، كأنه يقرأ بلاغا حربيا كتبه “القايد صالح” في ثكنته العسكرية.. ومن سوء الأقدار أنّ أحمد القايد صالح، صانع “مومياءات” الجزائر ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري، رحل بعد أن سلّم مفاتيح قصر المرادية إلى عبد المجيد تبون، أسباب رحيله المباغت التي أحيطت بها الكثير من الألغاز..

 

لكن وخلافا لقراءات تذهب إلى القول إن نهاية مرحلة بوتفليقة انتهت بوفاة القايد صالح، وإعلان بداية مرحلة جديدة أو عهد عبد المجيد تبون واللواء سعيد شنقريحة، فإننا من المؤمنين أشد الإيمان بأنه “ليس في القنافذ أملس”، كلما تعلق الأمر بالطغمة العسكرية الحاكمة بالجزائر!!