رشيد لزرق: هيبة الدولة هي في إحساس المواطن بالطمأنينة والأمن والرعاية الاجتماعية

رشيد لزرق: هيبة الدولة هي في إحساس المواطن بالطمأنينة والأمن والرعاية الاجتماعية رشيد لزرق

من كثرة استخدام مفهوم هيبة الدولة تولد لدى البعض إحساس خاطئ يعتبر أن هيبة الدولة هي مرادف للمس بالحقوق والحريات تحت ذريعة المحافظة على الأمن والسلم داخل الدولة، لدرجة باتت الهيبة مرادفة لنهج المقاربة الأمنية في مواجهة التحديات الاجتماعية.. والحال أن هيبة الدولة هي تحصيل لعامل الثقة في المؤسسات وتكريس العدل بين المواطنين.

 

وعليه أعتقد أن ضمان هيبة الدولة يكون في قدرتها على تلبية حاجيات مواطنيها وفق أسس دستورية واجتماعية عن طريق دولة القانون، وفق تعاقد دستوري، بين الحاكمين والمحكومين؛ حيث تقوم دولة القانون على أساس العدالة وحماية الحقوق والحريات وحفظ كرامة مواطنيها؛ كما  تلعب هذا الدور مؤسسات دستورية قوية في منأى عن المزايدات، تحقق للدولة هيبتها عن طريق الإعمال الصارم للقانون على أساس المساواة، ولا مجال فيها لشطط سلطة على حساب أخرى؛ بل هناك توازن للسلطة بمختلف درجاتها وتعاونها فيما بينها، وهو توازن يقوم على معاقبة كل من يتعسف في استعمال السلطة.

 

وبذلك فدولة المؤسسات تتمثل هيبتها في إحساس المواطن بالطمأنينة والأمن والرعاية الاجتماعية، من خلال التضامن في الأزمات التي يقوي الترابط بين مختلف رعايا الدولة، بغض النظر عن الجنس أو اللغة أو الدين.. وبالتالي تتولى المؤسسات مواجهة كل الأخطار، سواء تعلق الأمر بالأمن بمفهومه الواسع، الذي يمكنها من الدفاع عن مصالح مواطنيها.

 

- رشيد لزرق، خبير الشؤون الدستورية  والبرلمانية