ما لم يتناوله برنامج "مشاهير" بقناة الرياضية في حياة البطلة زهور العلوي

ما لم يتناوله برنامج "مشاهير" بقناة الرياضية في حياة البطلة زهور العلوي زهور العلوي

مدام العطاوي، هذا هو الاسم الذي تعرف به البطلة الرياضية السابقة زهور العلوي. وتعتبر هذه البطلة من الفوج النسائي الأول للرياضيات اللواتي حملن مشعل التألق الرياضي في فجر استقلال المغرب. إذ حظيت حينذاك باستقبال خاص من طرف المغفور له محمد الخامس.

 

إنها ذات موهبة نادرة في العديد من الأنواع الرياضية، وبشكل خاص في السباحة وكرة السلة والتزحلق على الجليد وألعاب القوى. فضلا عن أنها من الأطر الأولى لوزارة الشبيبة والرياضة، وتعتبر من الفوج النسائي الأول اللواتي تخرجن من معهد تكوين الأطر. وقد تم تعيينها بمدينة بنسليمان بمعية زوجها المرحوم العطاوي كإطارين بوزارة الشبيبة والرياضة، ولهذا سميت لدى ساكنة بنسليمان بـ "مدام العطاوي".

 

البطلة زهور العلوي في صورة مع الملك محمد الخامس

 

استقرار ابنة فاس بمدينة بنسليمان شكل تحولا كبيرا في الأنشطة الرياضية  بهذه المدينة، إذ صارت زهور العلوي نبراسا مشعا خلال المناسبات الوطنية في عهد الحسن الثاني، وبشكل خاص خلال عيد العرش وعيد الشباب. وكانت مدام العطاوي مبدعة لتلك اللوحات الفنية الجميلة للاستعراض الرسمي الذي كان يميز الاحتفال بعيد العرش؛ فاجتهاداتها أبهرت الحضور ومتتبعي لوحاتها الفنية بإتقان كبير وجمالية متناهية وهي تشرف على حوالي 100 فتاة تتحركن بلباس موحد وحركات بديعة موحدة.

 

وكان رجال السلطة حينذاك يحتضنون "مدام العطاوي" بعناية فائقة، لكونها محور نجاح الأنشطة الرسمية للمناسبات الوطنية. لكن هؤلاء المسؤولين قاموا بتوزيع البقع الأرضية والامتيازات العديدة، ولم تنل منهم "مدام العطاوي" أي شيء، لتعيش اليوم محنة اجتماعية حقيقية وعمرها يقارب السبعين سنة.

 

هذه الصفحة المؤلمة من حياتها غابت عن برنامج "مشاهير" بالقناة الرياضية، إذ أن الزميل بلكابوس معد البرنامج لم يفطن إلى طرح سؤال وجيه واحد، من قبيل: ماذا استفادت "مادام العطاوي" من عطاء رياضي دام زهاء 50 سنة؟

 

البطلة زهور العلوي رفقة الأستاذ عبدالرحمان اليوسفي

 

بالتأكيد كانت ستجيب عن هذا السؤال بالذات بالدموع والأسى والأسف، لكونها عاشت بعد تقاعدها ظروفا اجتماعية قاسية بعد وفاة زوجها منذ 25 سنة، ولا أحد ساندها، وأجرت عملية جراحية لركبتها ولم تجد أي مساعدة مادية بهذا الخصوص...

 

وأسفاه!!. لقد عاشت "مدام العطاوي" بعزة نفس كبيرة، عزاؤها الوحيد تقدير كل ساكنة بنسليمان لشخصها، فهي ليست من فصيل مستغلات الفرص والراكبات على استغلال علاقتها بالمسؤولين.