وبخصوص شرعية هذه اللجنة قال كرين أنها مستمدة من الملك ومنه تأخذ لجنة النموذج التنموي تصورها ومنهجية عملها. "ولذلك كان لزاما أن تبتعد عن أي اصطفاف حزبي قد يكبل حريتها في الاقتراح والإبداع ويغرقها في خلافات إيديولوجية عقيمة".
أما فيما يخص تصريحات بنكيران، فقال المصطفى كرين، أنه يخلط بين مرحلتين تاريخيتين، "مرحلة صياغة دستور 2011، ومرحلة إعداد النموذج التنموي.
لقد كانت لجنة صياغة الدستور هي القنطرة التي عبر عليها بنكيران إلى السلطة، ولذلك كان يمني النفس بالاشتغال داخل لجنة النموذج التنموي من أجل العودة للمشهد السياسي والحزبي بعد أن لفظه الشارع والحزب والحكومة بسبب مقامرته باستقرار الوطن ومزايداته المتكررة وتهديداته المتواترة للدولة"، مضيفا أن عبد الإله بنكيران كان يراهن على لجنة النموذج التنموي لإتمام مشروعه المتعلق بصياغة هياكل ومؤسسات البلاد على مقاس الدولة الدينية التي يحلم بها ويحلم بأن يصبح مرشدها الأعلى، وحيث أنه لا يملك في جعبته أي شيء للدفع بعجلة التنمية والارتقاء بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي للمغاربة فإنه يجتر دائما نفس الأسطوانة التي جاءت به إلى الحكم".
معتبرا أن تصريحات بنكيران تزرع بذور الطائفية والخلافات العقائدية والصراعات الدينية بالبلاد ، ولذلك فإنه يعتبر في حد ذاته دليلا ومبررا كافيا لإبعاده عن اللجنة، لأن لجنة النموذج التنموي لم يتم تعيينها من أجل الخوض في نقاش مذهبي ولا الاجتهاد في النوازل، فذلك أمر له أهله وخاصته وهم قادرون تحت إشراف أمير المؤمنين على بلورة مقترحاتهم وتقديمها لجلالته.
أما فيما يتعلق بتهديد عبد الإله بنكيران بالعودة للمعارضة فلا يعدو كونه وهما ومزايدة فارغة يعيشها وحده لأن أعضاء حزب العدالة والتنمية ذاقوا حلاوة السلطة والمناصب وأصبحوا مستعدين للزحف على بطونهم والتحالف مع الشيطان للاحتفاظ بالامتيازات"، يختم المصطفى كرين، رئيس المرصد الوطني للعدالة الاجتماعية.