بلمير يفكك أسباب سقوط المغاربة في فخ التفاهة والتسطيح بمواقع التواصل الاجتماعي

بلمير يفكك أسباب سقوط  المغاربة في فخ التفاهة والتسطيح بمواقع التواصل الاجتماعي فؤاد بلمير، باحث في علم الاجتماع
قال فؤاد بلمير، باحث في علم الاجتماع في تصريح لجريدة "أنفاس بريس" إن التقنيات الجديدة للإعلام والاتصال أحدثت رجة في المجتمعات بدرجات مختلفة، مضيفا بأن سر عدم تفاعل المجتمعات المتقدمة مع المضامين التافهة على الشبكات الإجتماعية هو كونها تتوفر على ثقافة تكنلوجية جد متقدمة، وهو الأمر الذي يساعدهم في الإستعمال العقلاني للتكنولوجيا الجديدة.
وأضاف بلمير أن الثورة التكنلوجية متسارعة بشكل كبير جدا لدرجة أنه حتى المتخصصين أصبح من الصعب عليهم مواكبة التحولات الناجمة عنها بفعل المعلومات الغزيرة التي تنشر، موضحا بأن مجتمعات العالم الثالث كما هو حال المغرب، لا تدرك هذه التكنلوجيا ومع ذلك تستعملها، بالإضافة إلى غياب عقل نقدي ونسق فكري يؤهلهم لطرح الأسئلة وإعادة طرحها لدى الأجيال المتعاقبة نتيجة تدهور مستوى المدرسة العمومية منذ 1981 من القرن الماضي، بسبب خضوع المغرب لسياسة التقويم الهيكلي، وهو الأمر الذي أقرت به الخطب الرسمية.
ودعا بلمير إلى ضرورة التمييز بين المستوى التعليمي والمستوى الثقافي، فليس كل حاصل على دبلوم عالي يضيف محاورنا، يتوفر على مستوى ثقافي يؤهله لإعمال عقله والتفكير بشكل منهجي عبر طرح الأسئلة، يجنبه السقوط في فخ الثقافة التافهة والمبتذلة والسطحية عبر الشبكات الاجتماعية.
وفي سؤال لجريدة "أنفاس بريس" عن تداعيات انهيار مؤسسات الوساطة من أحزاب ونقابات وجمعيات على الوضع السائد، أجاب محدثنا بالقول : " لا يمكن تفسير أي ظاهرة كيفما كانت بالارتكاز على زاوية واحدة..أكيد هناك تفاعل مجموعة من الأسباب، ومن بينها تراجع دور المنظمات المدنية والأحزاب والتي كانت تلعب دورا مهما في تأطير الشباب، فهناك ضعف للندوات واللقاءات الفكرية والثقافية، ودور الشباب تعاني الأزمة، والذي جعل الشباب يتحول إلى لقمة سائغة لما ينشر في الشبكات الاجتماعية، بالإضافة إلى سهولة ويسر استعمال التكنلوجيا، خصوصا بعد ظهور الأجهزة الذكية ساهم في تعقيد الوضع، حيث يمكن ملاحظة استعمالها في جميع الأماكن : في المقاهي، داخل السيارة، في أماكن العمل، داخل البيوت..الكل غارق في التكنلوجيا الجديدة "، مضيفا بأن أهداف الذين يقفون وراء هذه التكنولوجيا هو تنميط العالم وضرب التنوع الثقافي وخلق إنسان يصعب استغلاله بسبب غياب العقل النقدي، إذ تجده يستهلك كل ما يقدم له عبر الوسائط الاجتماعية.
وعن سبل الخروج من هذا الوضع؛ قال بلمير؛ إن الأمر ليس بالهين، فنحن نحتاج يضيف محدثنا إلى مجهود كبير لبناء الأجيال القادمة، متمنيا أن يساهم مشروع بناء النموذج التنموي الجديد للمغرب بعد تعيين رئيسه شكيب بنموسى في البحث عن الطريقة الناجعة لبناء مواطن ومواطنة مغربية في أفق 2040 تحافظ على المقومات الثقافية لهذا البلد، وتاريخه، وتتحدث لغته إلى جانب اللغات الأجنبية، وتتوفر على منظومة قيم، وتستعمل بشكل جيد التكنولوجيا الجديدة.