في بيت العائلة.. روحا الوديع الأسفى وثريا السقاط تخلقان اللمة الاتحادية

في بيت العائلة.. روحا الوديع الأسفى وثريا السقاط تخلقان اللمة الاتحادية الصورة على اليمين: توفيق الأسفي والأستاذ عبد الرحمان اليوسفي وصورة جماعية للحاضرين

"المغرب فقد فيه وطنيا صادقا ومثقفا ملتزما ورجلا مقداما لا يخشى في الله لومة لائم متشبثا بثوابت أمته غيورا على سمعة وطنه وحرمته"، بهده الكلمات  المعبرة  نعى الملك محمد السادس، المناضل والشاعر محمد الوديع الأسفي، حين وافته المنية في فاتح ماي 2004، وهي مصادفة حقا أن يفارق الوديع الأسفي الحياة  في عيد الشغل الذي يحتفل فيه  العمال، وهو الذي ظل مرتبطا بالطبقة الكادحة وناضل من أجلها عبر أروقة ومؤتمرات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وبالنقابة الوطنية للتعليم التي ساهم في تأسيسها.

 

لقد ورث عنه أبناؤه وبناته التشبث بالقيم النبيلة وحب الوطن، ومنهم صلاح والمرحوم عزيز والمرحومة آسية التي كانت تلقب بماما آسية، وتوفيق... إنها نموذج لأسرة مناضلة، بدءا من الأب المرحوم الأسفي والأم المرحومة ثريا السقاط.

 

هذا وكان يوم السبت 30 نونبر 2019، يوما مشهودا جسدت فيه هذه الأسرة مفاهيم نبيلة بدعوة كريمة لحفل يجمع أصدقاء ثريا والأسفي في منزل العائلة الكائن بالوازيس  بالدار البيضاء. وفد لبى المدعوون النداء، وكان محمد سعيد آيت ايدر اول الحاضرين، بل القطرة الأولى التي انهمر بعدها سيل الوافدين: جمال أغماني، نزهة الصقلي، إدريس لشكر، ولعلو، النقيب الشهبي، وآخرون... كما كان عريس الحفل هو الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي، الذي استقبل على إيقاعات وأغاني حماسية؛ وبتنشيط متميز من منير الشرقي، حيث ألقيت عدة شهادات بالمناسبة، بدأها نجلاه الوديع وتوفيق؛ وتوالت الكلمات التي امتزجت فيها البطولة مع الطرافة، كما أنعشت الذاكرة بمحطات مشرقة من النضال لم تخل من تقدير وتأثر.

 

وفي هذا السياق صرح توفيق الوديع، لـ "أنفاس بريس"، بأن المناسبة تمت بمنزل الوديع الأسفي وثريا السقاط؛ وهو منزل له تاريخ.. وفي إطار التحول القائم الآن ارتأت العائلة أن تجمع كل هؤلاء الذين حضروا، حول طاولة واحدة لربط  صلة الرحم والتذكير بالمحطات التي مرت، والمبادئ السامية التي كانت تجمع العائلة، وحول حزب الاتحاد الاشتراكي.. لهذا، يضيف توفيق، "عندما قمت بدعوة الناس، كانت الاستجابة كبيرة، استغربت لها كثيرا؛ فالكل أعرب عن استعداده للحضور في هذا البيت الاتحادي؛ وهو البيت الذي يجتمع فيه الجميع بخلافاتهم وتناقضاتهم، وهو ما تحقق هذا المساء، حيث اجتمعوا منوهين بالمبادرة، وكان لقاء ممتعا دافئا؛ وهذا يجسد بالفعل مفهوم المصالحة؛ خاصة وقد حضر الجميع بعفوية، من الكاتب الأول للحزب سي لشكر،  وسي عبد الرحمن اليوسفي، وسي بنسعبد، وجل أعضاء المكتب السياسي؛ ولم يكن ذلك مفاجئا، لأن هذه  هي أخلاق الاتحاديين؛ واجتماع اليوم كان لمة لجميع الاطياف".

 

وأكد توفيق، في ختام تصريحه، بأن هذا اللقاء سيجعلنا نفكر في الأفق، كيف نستغل إبجابياته ونستغل هذه اللمة التي أسست لها مجموعة من المناضلين الاتحاديين كانت تجتمع في نفس المنزل منذ سنتين، أيام الخميس في حلقات للنقاش العام؛ وكان حلمنا أن تكبر هذه اللمة، وهو ما تفوقنا فيه اليوم، حيث استطعنا أن نجمع فيه كل قيادات الحزب.. وقد قلت في كلمتي، سنستمر في اللمات الخميسية للحزب، حتى يكون أكثر قوة كما يريده الوطن".