بوعزة كريم:تسجيل الإعجاب من عدمه على مواقع التواصل الاجتماعي.. قراءات متضاربة

بوعزة كريم:تسجيل الإعجاب من عدمه على مواقع التواصل الاجتماعي.. قراءات متضاربة بوعزة كريم
لا يخفى على أحد اليوم، الاجتياح الواسع الذي وصلت إليه مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أصبح من غير العادي عند البعض أن تجيبهم بأنك لا تملك حسابا شخصيا بمواقع التواصل، بل أصبحنا نستيقظ وننام عليها.
وبالكيفية التي انتشرت بها مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت أيضا تأويلات وقراءات متضاربة حول تسجيل الإعجاب من عدمه، هذه القراءات تختلف من بلد لآخر، حتى أصبحنا نعيش داخل فوضى عارمة لا تضبطها أية معايير أو قوانين.
وتبقى كل القراءات متناقضة وغير متشابهة بين الأفراد، اذ يرى البعض أن تسجيل الإعجاب لمقال أو صورة أو رأي معين على مواقع التواصل الاجتماعي، موقفا مساندا، وبالتالي تترتب عليه تأويلات متعددة، قد تصل أحيانا إلى أخذ موقف من صاحبها والحكم عليه مسبقا بدون معرفة كيفية استعماله لتلك المواقع أو نظرته لها، فيما يرى رأي آخر أن تسجيل الإعجاب لا يعدو كون صاحبه قد اطلع على المنشور وعبر عن ذلك بعلامة الإعجاب.
وأمام هذين الرأين المتناقضين، تظهر فئة ثالثة شغلها الشاغل هو مراقبة واضعي علامات الإعجاب ونوعيتها "إعجاب عادي"، "قلب"... وتبدأ في توزيع الاتهامات والأسهم، وهو أمر مخالف تماما لعلاقات الاحترام وحرية التعبير والرأي...
وعموما، يعيش العديد من رواد الفيسبوك، تذمرا واسعا، بخصوص القراءات التي يراها البعض أنها دائما صحيحة، إذ أصبحوا منزعجين من الطريقة التي يتم التعامل بها معهم، من قبيل توجيه الرواد وحثهم على تسجيل الإعجاب لرأي يعجبهم أو عدم تسجيله إذا رأى أن الأمر لا يستحق الإعجاب، وهي أمور تخصهم بل وتمس بشكل كبير الإرادة المنفردة للأفراد وميولاتهم وحرياتهم في التعبير واستقلالهم الفكري...
وقبل أن نطرح السؤال على إدارات مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها هي من وضعت علامات الإعجاب المتعددة وتفهم فحواها، سأتفضل بطرح السؤال على زملائي الافتراضيين بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لمعرفة قراءاتهم في تسجيل الإعجاب من عدمه، وهل بإمكاننا أن نعيش اليوم في عزلة ابستسمولوجية بعيدا عن لغط وضجيج وتأويلات البعض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي..
بوعزة كريم/ باحث في القانون العام