بيروت تحتفي بالراحلة فاطمة المرنيسي باستحضار مسارها الفكري

بيروت تحتفي بالراحلة فاطمة المرنيسي باستحضار مسارها الفكري الراحلة فاطمة المرنيسي

تم، مساء يوم الخميس 28 نونبر 2019، خلال لقاء ثقافي نظم ببيروت، استحضار المسار الفكري لعالمة الاجتماع المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي، وتسليط الضوء على التجربة النضالية التي خاضتها من أجل قضايا المرأة.

 

وشكل هذا اللقاء الثقافي، الذي نظمه المجلس العربي للعلوم الاجتماعية ضمن سلسلة محاضرات سنوية لتكريم علماء اجتماع بارزين من المنطقة العربية، مناسبة لتسليط الضوء على المسيرة العلمية لهذه المثقفة المغربية التي اتسم مسارها بالعديد من المجهودات الرامية إلى الدفاع عن حقوق المرأة وتحسين أوضاعها.

 

وحسب الجهة المنظمة، فإن هذا اللقاء المنظم بالتزامن مع ذكرى رحيل هذه الكاتبة وعالمة الاجتماع المغربية ، يندرج في إطار التعريف بمسار شخصية المرنيسي من خلال التطرق إلى المقاربة التاريخية التحليلية التي وظفتها في قراءة كتب التراث الإسلامي والفقه من أجل فهم وضعيات النساء في الماضي ومحاولة الإجابة عن أسئلة الحاضر، وكذا من خلال المقاربة الميدانية التي اعتمدتها الراحلة، وتقنيات البحث السوسيولوجي التي وظفتها في دراسة واقع ومشاكل فئات عريضة من النساء المغربيات.

 

وفي هذا السياق، أبرزت أسماء بنعدادة أستاذة التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، المسار الفكري للمرنيسي الذي طبعته الجرأة الكبيرة والحس النقدي اللذين تمتعت بهما الراحلة التي كانت سباقة إلى رفع ستار التحفظ والتكتم عن قضايا حساسة ظلت تعد من الطابوهات الأساسية في الثقافة العربية والإسلامية. مضيفة، في مداخلة حول موضوع "أعمال المرنيسي بين المقاربة التاريخية والبحث الميداني"، أن الباحثة المغربية تمكنت بشجاعة فكرية ومهارة علمية من معالجة وضعيات النساء والعلاقات بين الجنسين عبر التاريخ ، و نجحت في تحويلها إلى مواضيع قابلة للبحث والنقاش والتحليل والنقد ، مفككة بذكاء العالمة والتزام المناضلة النسائية أسس العلاقة بين الجنسين في المجتمع العربي .

 

وتابعت أن المرنيسي انتبهت منذ البداية إلى أن فهم المشاكل الاجتماعية واليومية للنساء لا يتحقق إلا من خلال إنجاز قراءة تاريخية تفكيكية ونقدية للأسس الفكرية والدينية وللخلفيات الثقافية التي تؤسس النظام الأبوي والمتخيل الذكوري ورصد مظاهر الدونية والتهميش التي تعاني منها النساء.

 

من جانبه، سلط إدريس كسيكس مدير مركز "ايكونوميا" للبحث في العلوم الاجتماعية والاقتصادية والتدبيرية، الضوء على شخصية المرنيسي ونهجها ونمط حياتها وتفاعلاتها الفكرية والإنسانية، وكيفية استمرار ذلك النهج من خلال كرسي فاطمة المرنيسي ودوره في الحفاظ على إرثها وتثمينه واستلهام الفكر الجديد على الساحة الثقافية. مضيفا أن عالمة الاجتماع المغربية، التي تعد نموذجا للمرأة المثابرة التي كانت لا تحب الأضواء، وظفت تجربتها في مشروع فكري متكامل تدعو من خلاله الشباب إلى الاهتمام والتشجيع على الكتابة وبعث روح إيجابية فيهم بنظرة إيجابية في تعاملهم مع الآخر.

 

وتناولت باقي مداخلات اللقاء، الذي تم خلاله عرض شريط وثائقي يؤرخ لمسار الباحثة ونضالها من أجل كرامة المرأة بحضور ثلة من المفكرين والباحثين من بلدان عربية، فكر المرنيسي الذي تميز بالدفاع عن المرأة والمساواة بين الجنسين، والمسار الحافل لهذه الباحثة التي ندرت حياتها للبحث في القضايا الفكرية والاجتماعية المرتبطة بتحرير المرأة، وفكرها الرائد على المستويين العربي والإسلامي.

 

يذكر أن الراحلة فاطمة المرنيسي، التي أسست مبادرة جمعوية من أجل حقوق المرأة تحت اسم "قوافل مدنية"، وساهمت في إطلاق تجمع "نساء، أسر، أطفال"، صدرت لها العديد من الكتب باللغة الفرنسية ترجمت إلى لغات عديدة من بينها العربية والإنجليزية من أهمها "الحريم السياسي"، و"هل أنتم محصنون ضد الحريم؟"، و"ما وراء الحجاب"، و"الإسلام والديمقراطية"، و"شهرزاد ترحل إلى الغرب"، و"أحلام الحريم".