محمد شروق: الديربي المجنون بين الرجاء والوداد...درس في الكرة والحياة

محمد شروق: الديربي المجنون بين الرجاء والوداد...درس في الكرة والحياة محمد شروق
سيأخذ التأهل التاريخي للرجاء الرياضي لدور ربع نهائي كأس محمد السادس للأندية الأبطال، بعد إقصاء الوداد في آخر الأنفاس؛ وقتا طويلا في الأحاديث المكتوبة والشفوية والمصورة.. مباراة ديربي الجنون الذي اتفق الإعلام المغربي والعربي وحتى العالمي على أنها واحدة من أجمل المباريات في تاريخ الكرة العربية بصفة عامة والكرة المغربية بصفة خاصة.كيف كان الرجاء..
يحتاج لتسجيل 3 أهداف في ربع ساعة فقط؟ومع ذلك،نجح الفريق الأخضر في العودة وحقق تعادلًا بطعم الفوز بعد أن كانت الوداد متقدمة في النتيجة بأربعة أهداف مقابل هدف.الوداد التي باعت جلد الذئب قبل ذبحه..
كيف وقع هذا وهل الأمر يرتبط بالحظ أم بالقدر؟
لا أعتقد،هناك سبب واحد لريمونتادا النسور وهي أن محسن متولي القائد الحقيقي وزملاءه لم يستسلموا رغم تأخرهم في النتيجة، وآمنوا بحظوظهم إلى آخر رمق..تشبتوا بخيط أمل صغير كان يكبر في كل لحظة تقترب من نهاية المباراة،مدفوعين إلى الفوز بجمهور لم يفقد هو الآخر حلم الفوز وظل يؤمن بلاعبيه و بسحر المستديرة..وبمدرب قال في نفسه: الخسارة بأربعة مثلها مثل الخسارة بعشرة..سأغامر بأكبر عدد من اللاعبين وليكن ما يكون..إما تحقيق المعجزة أو الإقصاء..
لهذا لا أعتبر ما وقع في ديربي الرجاء والوداد أمرا محدودا في مباراة كرة القدم قدمت لنا غالبا و مغلوبا..إنها درس في الحياة..في وضع هدف محدد والاشتغال على تحقيقه..درس
في التشبث بتحقيق الحلم مهما كانت العوائق والحواجز..وأن طريق النجاح تكون دائما مفعمة بالشوك والصعود والنزول..
لقد حكت لنا مباراة الديربي وسط أجواء حماسية قصة نجاح صعب لم يستسلم أصحابه لليأس وظلوا مؤمنين ببلوغ القمة..
من قبل،كانت الدروس في الإيمان بحظوظ الفوز إلى آخر دقيقة في مباراة كرة القدم تأتينا من أوروبا وخاصة من ألمانيا..لكن بعد مباراة الديربي العربي، لن نحتاج إلى دروس من خارج الحدود..يكفي أن نتذكر وسيكون بسهولة تاريخ 23 نونبر 2019 وحينها إن منطق الكرة هو أن تبحث عن الهدف إلى أن يعلن قاضي الملعب عن النهاية..
اللاعب الدولي ميري كريمو أحد صناع ملحمة مكسيكو 86 ؛ أقترح على مدارس كرة القدم أن تنسخ أشرطة من ريمونتادا النسور وتعيدها في كل مرة أمام لاعبي المستقبل دون شرح أو تفسير لأن الصور تقدم نفسها بكل وضوح..
وقع في الديربي ليس درسا حبيس مجال المستديرة فقط..
إنه درس للذين يصبحون ويمسون على التشكي وسط عالم مفتوح لا ينزع للمجتهد نصيبه ولا للمصر على النجاح حقه في نشوة تحقيق الذات والحلم..
شكرا لكل من شارك في صنع هذا الدرس من لاعبين و أطقم طبية وتقنية وإدارية وجماهير..درس في كرة القدم أولا..ودرس في الحياة ككل..
فهل من استفادة من الدرس؟