ساكنة المنصورية ببنسليمان: إلى متى سيظل "القصدير" جاثما على صدورنا كاتما أنفاسنا؟

ساكنة المنصورية ببنسليمان: إلى متى سيظل "القصدير" جاثما على صدورنا كاتما أنفاسنا؟

من يتجول بمنطقة المنصورية، عبر الطريق الساحلية، ينبهر للمساكن الفخمة والمتاجر المثيرة، والمعالم الحضرية لمختلف البنايات والمطاعم والمقاهي... لكن، إن اقترح المتجول على نفسه أن يقوم بجولة في الضفة الأخرى، في اتجاه الطريق السيار واتجاه مدينة بنسليمان، سيندهش لامحالة لتلك التجمعات السكنية القصديرية المرسومة عليها علامة البؤس والمحتضنة لمئات من الشرائح الاجتماعية المحرومة من العديد من الحقوق المشروعة، وفي مقدمتها السكن اللائق. وغياب السكن اللائق معناه غياب العديد من المطالب من ماء وكهرباء وواد حار، من دون الحديث عن ظروف العيش بهذه المساكن، والتي تكون خلال فترة الحرارة شبيهة بالفرن، وخلال الأيام الممطرة غارقة في البرك والأوحال.

 

إن التجمعات السكنية القصديرية بمنطقة المنصورية تشكل حاليا الوجه المشوه لهذه المنطقة، ومن يعتقد أنها أوراق انتخابية يسهل التعامل مع ساكنتها فهو غير "محترف" في عالم الانتخابات، لكون هؤلاء السكان يعربون علانية عن غضبهم تجاه المنتخبين وهم يعبرون علانية "أش دارو لينا".

 

لا ينكر أي أحد أن السلطات المحلية والمصالح المرتبطة بالإسكان بادرت، قبل سنوات خلت، إلى إجراء إحصاء شامل لهذه الفصيلة من الساكنة، وتمت اجتهادات من أجل وضع برنامج سكني عصري بتنسيق مع مؤسسة العمران، لكن اتضح جليا أن هذا المشروع مازال متعثرا، وأن الأمر يتطلب تجنيدا محكما ببرنامج واسع قصد إنزال برنامج سكني عصري بالمنطقة قادر على استيعاب كل المحرومين من السكن اللائق بتراب المنصورية، والتي تتحدث إحصائيات رسمية عن ما يفوق 3000 (ثلاثة آلاف مسكن قصديري).

 

فمن يتحدث عن التنمية بالمنطقة لن يكون كلامه صادقا، والمنطقة مثقلة بمساكن قصديرية تضم ساكنة مثقلة مشاعرها بمجموعة من المحن. فالكل يتساءل: إلى متى يظل السكن القصديري بمنطقة المنصورية يعرقل تنميتها الحقيقية؟