لماذا أثارت إبداعات السجناء زوار المعرض الجهوي للصناعة التقليدية بوزان؟

لماذا أثارت إبداعات السجناء زوار المعرض الجهوي للصناعة التقليدية بوزان؟ رواق إبداعات السجناء، ومدير السجن بوزان ونائبه حاضرين لاستقبال الزوار

لماذا شد رواق منتوجات وإبداعات السجناء، بالمعرض الجهوي للصناعة التقليدية بوزان، أنظار الزوار والزائرات؟ هل لأن ما كان معروضا بهذا الرواق كان مميزا عن باقي المنتوجات بباقي الأروقة ، أم لأن تلك الإبداعات خلخلت الصورة النمطية عن السجين التي تسكن أذهاننا؟ وما غاية المؤسسة السجنية من المشاركة في هذا المعرض بإنتاجات أشخاص يقبعون وراء القضبان بسبب مخالفاتهم/ن للقانون؟

 

يمكن الجزم بأن مشاركة إدارة السجن المحلي بوزان بالمعرض الجهوي المذكور، وذلك بعرضها ما أبدعته وأنتجته أنامل السجينات والسجناء يدخل ضمن استراتيجية المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، غايتها تسويق صورة جديدة عن المؤسسة السجنية، وذلك بتذكيرها للمجتمع بأن المؤسسة السجنية إذا كانت تحرم السجناء من حريتهم/ن، فإنها في نفس الآن، وبقوة المرجعيات الدولية والوطنية ذات الصلة، مطالبة بحماية حقوقهم، وتوفير كل الشروط لأنسنة الحياة بفضاءاتها. كما أن هذه المشاركة الغاية منها كذلك تكسير الصورة النمطية المرعبة التي يرسمها المجتمع عن السجين/ة، وهي الصورة النمطية التي تعتبر من بين الإكراهات الكبرى التي تعقد عملية ادماج السجين/ة في المجتمع مع ما يترتب عن لفظ المجتمع للسجين/ة من كلفة نفسية واجتماعية ومالية .

 

يذكر بأن النسخة 14 للمعرض الجهوي للصناعة التقليدية، الذي غطت مساحته الزمنية أسبوعين (كان الافتتاح يوم 6 نونبر 2019)، قد خلف نقاشا بين الصناع التقليديين المشاركين، وكذا الفعاليات المهتمة بالشأن المحلي. فقد أثير موضوع في غاية من الأهمية يتعلق بالغاية من تنظيم هذا المعرض وغيره من المعارض والمهرجانات التي احتضنتها دار الضمانة في السنوات الأخيرة، إن لم تحدث رجة اقتصادية تلمس آثارها الساكنة على جيوبها، وإن لم تنجح في تسويق مدينة وزان التي رغم توفرها على حزمة من المؤهلات لا تجد لها صدى في السوق الوطنية.

 

فهل تعي الجهات، التي تقف وراء تنظيم هذه المهرجانات والمعارض، لماذا لا تتعدى دائرة الزائرات والزوار ساكنة الإقليم على أكثر تقدير وبأعداد محتشمة؟