الحنوشي: الجمعيات في حاجة الى استراتيجية اعلامية

الحنوشي: الجمعيات في حاجة الى استراتيجية اعلامية عبد الرزاق الحنوشي (يسارا) رفقة جمال المحافظ
قال الفاعل الجمعوي عبد الرزاق الحنوشي، أنه في ظل التحولات المتسارعة في ميدان الاعلام والاتصال بفضل الثورة التكنولوجية، أصبحت منظمات المجتمع المدني مطالبة بوضع استراتيجية واضحة المعالم في مجال التواصل.
وفي لقاء تفاعلي بعنوان "المجتمع المدني والاعلام" مع الطلبة الباحثين السنة الثانية من سلك ماستر الطفولة في مادة "التنشيط الاعلامي والرقمي" بالمعهد الملكي لتكوين الأطر بالرباط بقطاع الشباب والرياضة، تساءل الحنوشي أمس الاربعاء (13 نونبر2019 ) عن العلاقة الممكنة بين وسائل الاعلام والاتصال ومنظمات المجتمع المدني في ظل الثورة التكنولوجية وهل هناك اهتمام هذه الهيئات المدنية بالصحافة والاعلام ملاحظا أن المجتمع المدني الا يعير الاهتمام اللازم بالإعلام والتواصل.
ويرى أن غالبية منظمات المجتمع المدني لازالت تتعامل مع وسائل الاعلام بطرق يغلب عليها طابع الهواية والارتجال مع غياب تراكم في هذا المجال موضحا أن غالبية منظمات المجتمع المدني لا تجعل التواصل والاعلام في صلب مشاريعها، على الرغم من الأهمية التي أضحت تضطلع بها وسائل الاعلام.
من جهة أخرى أثار الانتباه الى اشكالية غياب مقاربة علمية وتصنيف دقيق لمنظمات المجتمع المدني. إلا أنه قدم تصنيفا للجمعيات يتضمن، قطبين أولهما جمعيات الترافع وثانيهما جمعيات الخدمات.
فعبد الرزاق الحنوشي خريج مؤسسة دار الشباب منذ ثمانيات وتسعينات القرن الماضى، اعتبر أنه على الرغم من الارتفاع الملحوظ خلال السنوات الأخيرة في عدد الجمعيات (أزيد من 150 ألف) ، فإن أن هذه الاحصائيات لا تشير في المقابل الى عدد الجمعيات التي تتوقف عن العمل.
وعلى الرغم من الحضور المكثف للمجتمع المدني بمختلف وسائل الاعلام خاصة السمعية البصرية العمومية، سجل الحنوشي الاعلامي السابق، قصورا ملحوظا في زوايا المعالجة المهنية لقضايا وأنشطة المجتمع المدني، اذ يلاحظ أن التغطيات الصحافية خاصة بالإعلام الرقمي والمكتوب، غالبا ما تركز على الضيوف وتغيب عنها شروط المعالجة الصحفية المعمول بها، فضلا عن اغفالها في مناسبات كثيرة الاشارة الي الهيئات المنظمة لهذه اللقاءات والتظاهرات التربوية والثقافية والاجتماعية.
ومن جهة أخرى لاحظ الحنوشي بروز نوع جديد من جمعيات المجتمع المدني تسمى بـ “الفاعلين الرقمين" تتخذ من الفضاء الأزرق مجالا للتعريف بأنشطتها وللترافع حول العديد من القضايا المجتمعية اعتبارا لما توفره دعامات العالم الرقمي من اجل انفتاح شريحة واسعة من المهتمين. غير أنه حذر من تحول منظمات المجتمع المدني الى "ظواهر اعلامية"، بسبب لجوئها المكثف لوسائل التواصل، عوض الانشغال بتحقيق أهدافها مشددا في هذا السياق على ضرورة إدماج البعد التواصلي في برامج الجمعيات، وفق استراتيجية واضحة المعالم وحفظ ذاكرتها من خلال الفرص والامكانيات التي يوفرها الاعلام والاتصال.