لفقيه بن صالح: تعرف على شركاء جريمة هدم منزل المقاوم السي أحمد المشهوري التي لن تغتفر

لفقيه بن صالح: تعرف على شركاء جريمة هدم منزل المقاوم السي أحمد المشهوري التي لن تغتفر صورة من أرشيف المقاومة للمقاوم السي أحمد المشهوري

بفخر واعتزاز يتحدث الاستاذ محمد المشهوري عن " عملية التضامن الواسعة التي أعلنتها عدة فعاليات إعلامية وجمعوية وحقوقية مع عائلة المقاوم الراحل السي أحمد الشمهوري، بعد أن أقدم عامل إقليم لفقيه بن صالح على هدم منزل والدهم تحت جنح الظلام". وبارتياح عميق تلقى المشهوري " موجة من التنديد والاستنكار ضد تدمير معلمة تاريخية تحفظ ذاكرة المنطقة، بعد أن استصدر عامل الإقليم حكم الإفراغ، ولم ينتظر جفاف مداد قرار المحكمة، حيث باشر (جريمة) الهدم ليلة الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء، وكأنه مستعجل لضم أرض العقار للمساحات الشاسعة التي تحادي بناية عمالة لفقيه بن صالح".

في هذا السياق يؤكد لجريدة " أنفاس بريس" محمد المشهوري ابن المقاوم الراحل السي أحمد المشهوري أن كل المواطنين " يذكرون مناقب الراحل السي أحمد المشهوري كرجل مقاوم تحمل المنفى في فترة الاحتلال من سنة 1951 إلى حدود سنة 1955، حيث سيعود للمنطقة سنة 1957 ليشتغل في سلك وزارة الداخلية إلى حدود تقاعده سنة 1982 ، ومن تم سيعينه المغفور له الملك الحسن الثاني كمحتسب بظهير شريف مدى الحياة"

 وككل الشهادات التي استقتها الجريدة فأغلب المتحدثين "يستحضرون خصاله الوطنية والإنسانية في تدبير شؤون المواطنين الإدارية كرجل سلطة، (خليفة ) ". لم يكن الراحل حسب عدة إفادات يبحث عن "مراكمة الثروة واستغلال نفوذه، حيث لم يملك في حياته سوى بيتا تعود ملكيتة للأملاك المخزنية وهو الذي ربى ورعا فيه كل أبنائه وبناته حتى اشتد عودهم". وأضحى هذا البيت في نظر أبناء مدينة لفقيه بن صالح عامة وقبيلة بني عمير خاصة " رابطا وذاكرة تاريخية لمنطقة لفقيه بن صالح". على اعتبار أنه كان سابقا مسكنا للمقيم العام الفرنسي قبل أن يتسلمه المقاوم الراحل المشهوري.

أكثر من هذا يؤكد الأستاذ محمد المشهوري من خلال الوثائق التي يتوفر عليها أن "والدهم كان قد وجه قيد حياته عدة راسائل للحكومة المغربية من خلال وزارة الداخلية والوزارة الأولى وكذلك الإدارة المركزية للأملاك المخزنية من أجل تمليكه هذا البيت التي تربطه به ذاكرة تاريخية وإنسانية".

ولم يفت ابن الراحل أن يذكر بأن  عامل إقليم بني ملال خلال سنوات الثمانينات " قد استقبل والده، وفتح معه نقاشا حول البيت، و كان رد العامل بأن المغفور له الملك الحسن الثاني سيستقبله في مدينة الدارالبيضاء وسيعينه محتسبا بظهير مدى الحياة تكريما له على إخلاصه لوطنه"

الأغرب من ذلك وفي سياق ربط فضيحة تدمير بيت المقاوم المشهوري بما كان يتبجح به بعض النافذين بالمنطقة في الذكرى الأربعينية خلال حفل تأبين الراحل السي أحمد المشهوري سنة 2011 بحضور المندوب السامي للمقاومة، وعدة شخصيات منتخبة وفعاليات سياسية ومدنية وإدارية وعسكرية ، حيث قال رئيس الجماعة الترابية لمدينة لفقيه بن صالح محمد مبدع في كلمته (تتوفر الجريدة على تسجيل فيديو بمناسبة الذكرى الأربعينية ):

 " لقد كان المرحوم السي أحمد المشهوري من طينة متميزة للرجال، لا يعرف لحب الوطن حدودا، لذلك أحب وطنه بعمق، ومن عمق وجدانه، وجعله مصلحة الوطن في صدارة انشغالاته...من هنا استحضر نقاشاته معي في العديد من الأوقات والتي كانت تجسد غيرة لا حدود لها على مستقبل المدينة التي ساهم في بنائها...". وأضاف مبدع الوزير السابق ـ الذي أقام عرسا باذخا بمواصفات ألف ليلة وليلة في الأيام القليلة السابقة ـ ، بأنه كان يسمع عن المقاوم المشهوري خلال فترة الستينات " أن هناك رجل سلطة من طراز متميز، لا يعرف إلى الباطل والتسلط طريقا، زاهد في مغريات الحياة، حاسم في تطبيق القانون، متواضع مع الكبير و الصغير...وظل على هذا النهج القويم إلى أن لقي ربه .."

وخاطب أفراد عائلة الراحل قائلا: " لقد فقدنا رجلا كان أبا لنا جميعا" لذلك أطلب من المندوب السامي للمقاومة "بالتفضل للمشاركة في اطلاق اسم الراحل على إحدى المنشآت العمومية بمدينة لفقيه بن صالح تكريما لشخصيته الوطنية".

الأسئلة التي يطرحها الرأي العام المحلي بمدينة لفقيه بن صالح أمام هذا الإنقلاب المفاجئ في لغة الخشب التي استعملها مبدع وهو يدرف دموع التماسيح حزنا على الفقيد أمام المندوب السامي للمقاومة هي: " كيف بلع مبدع لسانه ولم يتجرأ على مناصرة دوي الحقوق من عائلة الراحل السي أحمد المشهوري؟ وكيف برر عملية هدم معلمة تاريخية وهو المسؤول عن ذاكرة مدينة لفقيه بن صالح؟ وهل سيستمر صمته إزاء جريمة محاولة إفراغ وطرد أرامل أفراد القوات المساعدة والجنود من مقرات سكناهم المحادية لبيت الراحل الذي طاله الهدم ؟"

أغلب المتضامين تقاسموا ألم ووجع قرار هدم منزل المقاوم السي أحمد المشهوري من طرف عامل إقليم لفقيه بن صالح حيث عبر الاستاذ عبد الكريم النافدي بقلق قائلا: " ما شاهدته من عملية الهدم التي طالت منزل أبينا، أسد من أسود المقاومة، ووطني مغوار، وأحد أبرز أعضاء جيش التحرير ... تم الهدم من قبل مسؤولين ما كان لهم أن يجلسوا في مكاتب مكيفة ، على كراسي تجنبهم عناء التحرك لولا المرحوم سي أحمد المشهوري وأمثاله. والذين ضحوا ولاقوا الأمرين في سبيل أن يحيا الوطن، لم تغريهم الامتيازات، وكان في متناولهم أن يحققوا الثراء الفاحش، ولكنهم لم يفعلوا، كان حب الوطن والتعلق بأهذاب العرش العلوي المجيد ، يحولان دون التفكير في الأطماع المادية ، عمل سي المشهوري لفترة طويلة بالفقيه بن صالح، التي أحبها وارتبط بها."

وتساءل عبد الكريم النافدي بالقول: " أتساءل عن غياب الجمعيات الحقوقية ، وجمعيات المجتمع المدني، وبعض الأقلام الجادة ،عن متابعة هذا الحدث المتميز، لأنه لا يتعلق ببناء عشوائي ، وإنما هو كل ما حصل عليه المرحوم سي أحمد المشهوري، المناضل المخلص، الذي اشتغل كاتبا في الجبل والسهل، خليفة للقائد ، مكلفا بالحسبة ..سيظل التاريخ شاهدا على بعض القرارات الجائرة ، التي تطال الوطنيين، والجنود، والقوات المساعدة، وكل الشرفاء في هذا الوطن!".

وفي سياق متصل وعلى هامش تنظيم معرض "مدارس العز" بالفقيه بن صالح يوم السبت 16 نونبر من السنة الجارية، فقد وجه الأستاذ محمد المشهوري دعوة لأصدقاء "الطفولة والشباب وشرفاء قبائل بني عمير إلى تنظيم وقفة اعتراف ووفاء لروح والدي أحمد مشهوري ، الذي عشق الفقيه بن صالح وعاش من أجلها حتى آخر رمق ، ووقفة سلمية بالشموع والورود وتثبيت صورة والدي في المكان الذي ارتكبت فيه جريرة الهدم الجائر." والتمس من فعاليات مدينة لفقيه بن صالح أن يقوموا بهذا الشكل الاحتجاجي الحضاري في وفاء سرمدي لشعارنا الخالد، الله ـ الوطن ـ الملك،" وقال في رسالته " يكفي تسجيل هذا الموقف لإيقاف باقي مخططات مافيا العقار الهادفة إلى تشريد أسر وأرامل جنودنا الأشاوس من شهداء و متقاعدي القوات المساعدة ".

سؤال آني: ما موقف رئيس الحكومة سعد الدين العثماني من قرار الهدم الذي باشره عامل إقليم لفقيه بن صالح؟ وهل يخول له القانون رفع دعوى قضائية لإفراغ منزل المقاوم السي أحمد المشهوري وهدمه؟ وما هو موقف المندوب السامي للمقاومة من هذه الجريمة؟