الديش: تخفيض تعريفة الكهرباء لفائدة ساكنة بولمان يحمي الغابة من الاندثار

الديش: تخفيض تعريفة الكهرباء لفائدة ساكنة بولمان يحمي الغابة من الاندثار محمد الديش مع مشهد من إحدى الغابات

قال محمد الديش، منسق الائتلاف المدني من أجل الجبل، في تصريح لـ "أنفاس بريس"، إن ساكنة بولمان تعاني من قلة حطب التدفئة، وهي المعاناة التي يتوقع أن تتفاقم مع تساقط الثلوج. مضيفا أن أزمة التزود بحطب التدفئة في بولمان تتفاقم بشكل مهول سنة بعد أخرى. مبديا استغرابه الشديد لعدم تحرك مصالح المياه والغابات إزاء قطع حوالي 30 شجيرة خضراء بغابة بوعرفة، بالإضافة إلى ما أسماه فظائع قطع أشجار الأرز بالمنطقة، مقابل تضييق الخناق على المواطنين البسطاء، الذين يلجئون إلى جلب الحطب اليابس على متن الدواب. فضلا عن أن ساكنة بولمان تتكبد معاناة السفر إلى مناطق جبلية بعيدة لجلب حطب التدفئة، أمام ندرته بالمنطقة؛ مما اضطرها في سنوات ماضية، أمام ندرة حطب التدفئة، إلى تكسير طاولات أفرشتها لاستخدامها في التدفئة، لتفادي مواجهة الموت من شدة الطقس البارد.

 

ودعا الديش إلى ضرورة اتخاذ تدابير حفاظا على الغابة وحفاظا على أرواح الساكنة، خصوصا تخفيض تعريفة الكهرباء من طرف المكتب الوطني للماء والكهرباء، وتشجيع الساكنة على استخدام مدفئات تعمل بطاقات أخرى، مثل الغاز، وفق ظروف آمنة، علما أن ثمن حطب التدفئة الذي يتم استقدامه من طرف بعض الشركات من إفران وأزرو وخنيفرة مرتفع الثمن (يتراوح ما بين درهم و 20 سنتيم ودرهم و50 سنتيم)، كما أن حطب أشجار الزيتون لا يوفر التدفئة المطلوبة مقارنة مع أشجار البلوط وأصناف أخرى.

 

ومعلوم أن ساكنة المناطق الباردة تضطر إلى استخدام ازيد من طن من حطب التدفئة خلال مدة لا تتعدى 30 يوما، حيث ينصب كل اهتمام الساكنة خلال فصل الشتاء على توفير حطب التدفئة أكثر من اهتمامها من توفير معيشها اليومي من التغذية، خصوصا أمام ندرة وغلاء حطب التدفئة.. وإذا استحضرنا أن "حمل" دابة من حطب التدفئة ببولمان يكلف 100 درهم، والذي لا يغطي سوى مدة يومين من الاستهلاك، فإن موسم البرد يكلف كل أسرة في المناطق الباردة ما يقرب 12000 درهم كحد أدنى في المواسم الباردة (يمتد موسم البرد من أكتوبر إلى غاية ماي)، وهو الأمر الذي بات يفرض تدخل مختلف الجهات المعنية، وعلى رأسها المكتب الوطني للماء والكهرباء والمندوبية السامية للمياه والغابات من أجل اعتماد تعريفة خاصة بالمناطق الباردة، وكذا توفير مدفئات اقتصادية وآمنة الاستخدام بالغاز، بالإضافة إلى ضرورة تدخل الجماعات الترابية والسلطات المحلية ووزارة الإسكان من أجل ضمان توفير العزل الحراري في البناء، بشكل يتلاءم مع جو المنطقة، وتوفير تصاميم تراعي العزل الحراري وترشيد الطاقة وتسخين المنازل بأثمنة مناسبة لتشجيع ساكنة المنطقة، وتشجيع الساكنة على استخدام الطوب بدل الآجور، علما أن هذه الشروط غير متوفر في معظم المنازل بإقليم بولمان، كما يتطلب الأمر تكاثف جهود مختلف المتدخلين لتوجيه وتأطير ساكنة المناطق الباردة بهذا الخصوص.