المصور الصحافي "بوسلام" يتبرع بكليته لإنقاذ أخيه من الموت ..

المصور الصحافي "بوسلام" يتبرع بكليته لإنقاذ أخيه من الموت .. المصور الصحافي "ربيع بوسلام" وأخيه "أيوب"

بعد أن جاب "ربيع بوسلام" بـ "كاميرته"، الملاعب الرياضية لتغطية مقابلات كرة القدم، وبعد أن كان يملأُ "الفايسبوك" عبر صفحته الخاصة، بالصور والطرائف، ويقتسم لحظات العمل الصحافي، والفرجة والمتعة، مع أصدقائه وزملاءه في مهنة المتاعب، عممَّ صديق له عبر صفحته على "الفايسبوك"، يوم 19 أكتوبر الماضي خبر دخوله، لغرفة العمليات بمصحة في تاريخ 21 أكتوبر، للقيام بعمل إنساني جبار، تمثل في التبرع بكليته لأخيه "أيوب"، الذي يعاني من مرض القصور الكلوي والذي كان بين الحياة والموت.

بالموازاة مع تنقلات "ربيع بوسلام" بين الملاعب للالتقاط صور المباريات، شاءت الأقدار أن تزيد معاناة أخيه "أيوب" مع مرض القصور الكلوي، ما جعل الحزن يخيم على كل أفراد عائلته، وأصاب أمه بحالة نفسية رهيبة، جراء تأثرها بمرض ابنها. كان "ربيع"  بين حرقة معاناة أخيه أمام عينيه من المرض والخوف من أن تختطفه الموت في أية لحظة، وألم دموع أمه وخوفها من فقدان فلذة كبدها، وكان هذا الواقع الأليم يرافقه في كل تحركاته، لكن كان يخفيه عن الناس بابتسامته ونشاطه المهني، الذي لا يتسرب إليه الملل، إذ من المعروف أنه يعشق ميدان التصوير الفوتوغرافي بشغف كبير، ويجيد كل مراحله بداية من "الضغط على زر لفلاش" و"الرِّيك"، وصولا إلى "التوضيب"  والاشتغال على تقنيات "الفوطو شوب" وتعديل الصور بلمسة احترافية. تطلب إسعاف أخيه عملية معقدة وصعبة وهي "عملية تغيير كلية بأخرى" يمكن أن تعطي الأمل في إنقاذ حياة المريض، فاختار "ربيع بوسلام" التضحية من خلال عمل إنساني جبار، تمثل في إقدامه بتاريخ 21 أكتوبر 2019 على  الدخول لغرفة العمليات بمصحة يتابع فيها أخوه العلاج، للتبرع بكليته لإنقاذه من مخالب المرض القاتلة.

تأثر زملاء "ربيع" في ميدان التصوير الصحفي، بمبادرته الإنسانية، التي تحمل المعاني الحقيقية للتضحية من أجل إنقاذ حياة إنسان، ونظموا وقفات رمزية في الملاعب، للتضامن معه وتقديم عبارات الشكر والتشجيع، وهو الحدث الذي نقلته القناة الأولى المغربية خلال تغطية مقابلة في كرة القدم، لم يكن فيها "ربيع" حاضرا، كما تعوَّد على ذلك زملاؤه، إذ كما يُقال في الدارجة المغربية : "بقات بلاصتو خاوية"، خصوصا وأنه معروف بخفة دمه وابتساماته التي لا تفارق محيَّاه.

بعد هذه المبادرة النبيلة، التي تحمل أرقى معاني التضحية، والتي ستسجل في الدفتر الذهبي للعمل الإنساني بالمغرب، لازال اليوم "ربيع" وأخوه "أيوب"، في مرحلة العناية المركزة بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، في حالة صحية صعبة، ينتظران كل دعم معنوي ومادي، من الغيورين على ميدان الصحافة والعمل الإنساني.. وعلى سريرهما بالمصحة تحفهما ورود الزيارات الداعمة لهما نفسيا، ودعوات أمهما والأهل والأحباب وزملاء ربيع في الميدان الصحفي، لكي يتعافى الأخوين معا وينعم عليهما العلي القدير بالشفاء، وتعود الفرحة لعائلتهما الصغيرة ويعود "ربيع" لعائلته الكبيرة.. لمكانه قرب لوحات الإشهار بالملاعب، حيث يوجه كاميرته كـ "بندقية ناعمة" ترمي أهدافها، لتسقط صورا تلتقط ببراعة أهداف ومراوغات كرة القدم، في لحظات المتعة وكواليس هذه الرياضة الشعبية التي يتابعها الملايين من العشاق .. وكل الأمل في لطف الأقدار واستجابة الله للدعوات الصادقة، ليعود "ربيع" للمكان الذي يجد فيه نفسه، بعيدا عن "قارورة العناية المركزة" و"تيوَّات" ومعدات وسرير العمليات الجراحية.

ونحن بدورنا في أسبوعية " الوطن الآن" وموقعها "أنفاس بريس" نتمنى لـ "ربيع بوسلام" وأخيه "أيوب"، الشفاء العاجل، ونقدم أسمى عبارات التقدير والشكر لـ "ربيع" على تضحيته من أجل إنقاذ حياة أخيه.