يرى يحي المطواط، رئيس الفضاء المغربي – الإيطالي أن المشاكل التي يعاني منها مغاربة العالم في قطاع العقار ليست وليدة اليوم؛ مشيرا إلى أن قطاع العقار على غرار جميع القطاعات يضم أشخاصا متطفلين ومضاربين، إلى جانب منعشين عقاريين يعملون بجدية تامة، داعيا إلى تجنب إطلاق أحكام قيمة على جميع المشتغلين في مجال العقار. كما تطرق إلى دور المجتمع المدني المغربي في الترافع من أجل قضايا المهاجرين، بالإضافة إلى الترافع لصالح القضية الوطنية في مواجهة الانفصاليين وعناصر البوليساريو.
+ كشفت احتجاجات مغاربة العالم بمعرض العقار بميلانو، عن مجموعة من المشاكل التي يتخبط فيها المهاجرون ذات الصلة بموضوع العقار، فكيف يمكن مواجهة هذا الوضع في نظرك، وما هي الحلول التي تقترحون كمجتمع مدني؟
- في ما يتعلق بمشكل العقار، فهو ليس وليد اليوم، وليس وليد التظاهرة التي خرج فيها مجموعة من مغاربة العالم بمعرض العقار بميلانو يم السبت 2 أكتوبر2019، حيث يشتكي المهاجرون الذين قدموا من إسبانيا وبلجيكا وفرنسا، بالإضافة إلى المهاجرين بإيطاليا من نفس الودادية السكنية تقريبا. ولابد من التأكيد على مسألة مهمة جدا، فهناك المتطفلون على مجال العقار، وهناك "النصابين"، وهناك أيضا من يعملون بجدية.. ومجال العقار كسائر المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لا يخلو من مضاربين، ومن أشخاص يعملون بجدية؛ وبالتالي يصعب إطلاق أحكام قيمة على جميع المشتغلين في مجال العقار.. والمواطن أيضا يتحمل جزء من المسؤولية، إذ يلزم عليه أن يحسن الاختيار، خصوصا أن معظم المحتجين بمعرض العقار بميلانو هم ضحايا لودادية سكنية وهمية.
+ وماذا عن دور جمعيات المجتمع المدني في هذا الإطار؟
- نحن كفضاء مغربي - إيطالي للتضامن، فوجئنا بدعوتنا للمشاركة في معرض العقار بميلانو، وقد اعتبر المنظمون استدعاء بعض الجمعيات الفاعلة بإيطاليا بمثابة تكريم لها لكونها تتواصل بشكل مستمر مع مغاربة العالم. ويمكنني القول إن المشاركة في هذا المعرض كانت تجربة جد مهمة بالنسبة لنا كفضاء مغربي – إيطالي، لأنها مكنتنا من التواصل مع جهات حكومية مسؤولة، وخصوصا السفير المغربي الجديد يوسف بلا، وتقديم مقترحاتنا، كما تم التواصل مع عدة جمعيات وتبادلنا الخبرات والتجارب فيما بيننا، كما شكل المعرض فرصة للإنصات لمغاربة العالم، الذين فقدوا الثقة ليس فقط في المنعشين العقاريين، بل أيضا في السياسة، وفي جمعيات المجتمع المدني التي ينظر إليها على أنها تخدم فقط المصالح الخاصة لأفراد معينين... ولذلك فقد شمل المعرض فرصة لنا فبراز مجموعة من الأنشطة ومجموعة من المبادرات التي نحن بصددها التحضير لتنظيمها.
وللإشارة، فنحن نشتغل بإمكانياتنا الذاتية، وبتطوع تام ماديا ومعنويا، ولم نتلق أي دعم من أي جهة كان، باستثناء مساهمات المنخرطين ومساهمات العائلات المغربية، دون إغفال الدعم المعنوي الذي نتلقاه من القنصل العام المغربي في ميلانو بوزكري الريحاني، حيث يصر على حضور جل الأنشطة التي تستهدف الجالية المغربية بإيطاليا.
+ ما هي الإكراهات التي تعانون منها في هذا الإطار؟
- هناك إكراهات جد متعددة، علما أن العمل الجمعوي المغربي حديث العهد في إيطاليا، مع الإشارة إلى أننا عشنا في فترة سابقة، تجربة الوداديات والتي كانت تسير بـ "أجهزة التحكم عن بعد "، وتخدم أجندات معينة. لكن الحمد لله فالجيل الثاني من المهاجرين، بالإضافة إلى فئة نعتبرها مثقفة ضمن مغاربة العالم، استطاعت إرساء دعائم عمل جمعوي حقيقي في إيطاليا. ونحن نسجل بافتخار نضالنا إلى جانب العائلات المغربية بعد طلب بلدية ميليليانو التابعة لميلانو من كل المهاجرين المغاربة الإدلاء بما يفيد عدم التوفر على أي ممتلكات عقارية في المغرب كي يستفيد أبنائهم من المطعم في المدارس الإيطالية. والحمد لله توفقنا في الضغط على البلدية من أجل التراجع على قرارها القاضي بطلب الوثائق التي تثبت عدم وجود أي ملكية عقارية في البلد الأصلي من أجل الاستفادة من المطاعم المدرسية، حيث أشرنا في ترافعنا بأن الممتلكات العقارية توجد في بلد آخر، وليس من المقبول حرمانهم من المطاعم المدرسية، وإذا كان لابد من ذلك فينبغي أن تفرض أيضا على الإيطاليين الذين يتوفرون على ممتلكات عقارية في سويسرا أو في بلدان أخرى. واعتبرنا القرار يحمل شيئا من العنصرية تجاه المهاجرين المغاربة.
+ ماذا عن باقي اهتمامات جمعيتكم؟
- نعمل أيضا على موضوع الهجرة واللجوء، ونحن سباقون إلى تنظيم الملتقى العالمي الأول حول الهجرة واللجوء بميلانو. فالكثيرون ينظرون إلى الهجرة من منظور آخر، لكننا ننظر إليها من منطلق آخر. ونحن نعتبر أن الهجرة ليست مشكل، بل حل لبلدان الإقامة، ولا نعتبر أنفسنا عبئا على بلدان الإقامة، لأننا فاعلون على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والنقابي. كما أننا نؤدي الضرائب للسلطات الإيطالية. أما اللجوء فنحن نعتبره حقا إنسانيا. كما تعد القضية الوطنية في صلب اهتماماتنا. ونحن نتواجد في جميع اللقاءات والمحطات من أجل الترافع على قضيتنا الوطنية. ونعتبر أن الأنشطة التي تهم القضية الوطنية والتي تستهدف المغاربة فقط خطأ دبلوماسيا فادحا، وكأن المغاربة لا يؤمنون بقضيتهم، في حين أن الخطاب حول القضية الوطنية موجه للانفصاليين، وموجه للآخر، من أجل كشف المغالطات التاريخية التي يروجها خصوم الوحدة الترابية.