علاء عزت: الديربي العادي والإعلام الاستثنائي

علاء عزت: الديربي العادي والإعلام الاستثنائي علاء عزت

المؤكد أن الديربي المغربي لا يحتاج إلى دعاية ولا تسويق إعلامي لأن الاهتمام حاضر بحجم شعبية وتاريخ عملاقين مثل الرجاء والوداد ، حتى أنه فرض نفسه ديربيا عالميا بحكم الجماهيرية؛ ولكن ديربي يوم السبت 2 نونبر 2019 كان استثنائيا، ليس لكونه  المواجهة الأولى بين العملاقين الأحمر والأخضر على مسرح بطولة الأندية العربية التي تحمل اسم الملك محمد السادس، ولكن لأن هناك من صنع منه ديربيا استثنائيا بمعنى الكلمة .

 

بحكم عملي الإعلامي، ومن قبله بحكم هويتي المغربية، أكون حريصا علي متابعة الديربي، أنا أعرف جيدا قيمة وقدر فريق بحجم الرجاء الذي كنت شاهد عيان على كل مواجهاته مع عملاق مصر، الأهلي، في كافة البطولات الافريقية والعربية منذ العام 1997، وأعلم تاريخ وداد الأمة، وكنت أحزن كثيرا عندما أعلم أن ان هناك ديربي جمع بينهما دون أن أتابعه، وكان السبب عدم وصول الدعاية الإعلامية للقمة من الدار البيضاء للقاهرة. ولكن هذه المرة كان هناك إعلام يفرض الديربي على كل نواصي الشارع العربي من المحيط إلى الخليج.. نعم لقد صنعت قناة أبو ظبي الرياضية حالة استثنائية خاصة وجديدة في تاريخ الديربي المغربي، من خلال تغطية رائعة وكاملة على مدار أيام يستحقها الوداد والرجاء، وهي الدعاية التي جعلت كل جماهير الكرة العربية تترقب تلك المواجهة الكبرى التي من المؤكد أنها حققت رقما قياسيا في المشاهدة والمتابعة في كل أرجاء وطننا العربي .

 

في النهاية أؤكد أن الإعلام قادر أن يصنع من شيء تقليدي وعادي حدثا استثنائيا.  تابعت الديربي، وكم كنت في حيرة من أمري، هل أشجع الرجاء تعاطفا مع مدربه الفرنسي باتريس كارتيرون كونه كان مدربا لفريقي المفضل الأهلي وكنت أتمنى بقاءه مع العملاق المصري الاحمر، أم أميل إلى الوداد حبا وعشقا في القميص الأحمر. والحمد لله خرج الديربي الكبير بالنتيجة التي لم تجعلني أحزن لخسارة الرجاء أو الوداد اللذين تشرفت بزيارة معقليهما.. استمتعت مثل الملايين بديربي كامل الأوصاف.

 

- علاء عزت، صحافي بجريدة الأهرام المصرية