مصطفى المانوزي: جعجعة وطقوس الاحتفاء ونقصان الحقيقة والوفاء

مصطفى المانوزي: جعجعة وطقوس الاحتفاء ونقصان الحقيقة والوفاء مصطفى المانوزي
 
هناك تشويش على قضيتنا العظمى: الكشف عن مصير المختطفين والمجهولي المصير وتسليم الرفات، لذا فالمسؤولية تقتضي تحريك دعاوى الحقيقة القضائية أوالمساءلة الجنائية بالنسبة لمن اختار هذا المسلك من بين ذوي الحقوق والعائلات، مع كل ما يمكن أن يرافق العملية من أعمال ضمانات عدم التكرار وعدم الإفلات من العقاب. 
وهذا مسلسل من النضال اليومي لا يمكن اختزاله في مجرد وقفات رمزية على رأس كل سنة حقوقية أو دخول اجتماعي، فالملاحظ أن الأحزاب الوطنية، التي تزعم  أنها  تنتمي  لخط شهداء ومناضلي الحركة التقدمية والديموقراطية، تضخم من استعمال الصور والأسماء عشية كل محطة  تنظيمية أومناسبة انتخابية، والحال أن أفكارالمؤسسين والشهداء ينبغي أن تمارس يوميا، في شكل تحاليل أومقاربات، أوعلى الأقل نبراسا ينير  الطريق والسبيل ويخط استراتيجيا النضال الديموقراطي، ولأن الصمود سياسي وموضوعي، فلا يعقل أن تظل أسر الشهداء والشهيدات ورفاقهم  المقربين جدا، وحدهم من يواصل النضال من أجل المسألة الحقوقية، التي ينبغي أن تتحول إلى قضية سياسية وطنية ومجتمعية ولما لا كونية، وإلا  سوف تصير الوقفات الرمزية مجرد طقوس وتقاليد تحقق الوفاء والتعلق الوجداني وتعاقد رمزي يؤكد المواقف فقط، فلنراهن جميعا على بصيص  أمل من خلال هذا الصمود الذاتي، في أفق مقاومة انهيارالقيم ومناهضة مأسسة النسيان، فليست الحقيقة ومناهضة جريمة الاختفاء القسري سوى  تحصين لأقدس الحقوق، الحق في الحياة.