على غرار اندلاع الثورات العربية في عديد العواصم العربية خلال العقد الجاري، برزت على الساحة ثورة أخرى في بغداد وبيروت، حيث شهدت هذه الأخيرة خلال الأيام الجارية تطورات عديدة في مسار الحركة الاحتجاجية التي تقودها قوى وطنية شبابية ومدنية، نظرا لتردي الأوضاع الخدماتية والاجتماعية والاقتصادية...
وكما كان متوقعا: فإن الثورات الاحتجاجية ما كانت لها أن تكتمل -برغم شعارات السلمية، والمحافظة على المكتسبات والأملاك الشخصية والعامة- نظرا للثورة المضادة وطنيا وإقليميا ودوليا.حيث شهدت بيروت هذا اليوم، تطورات خطيرة وصلت إلى حد الهجوم على المتظاهرين السلميين من قبل فصائل من حزب الله وحركة أمل؛ حيث عمد هؤلاء إلى الاعتداء على المحتجين من خلال ضربهم وتحطيم خيمهم وإتلاف حاجياتهم، بحجة فتح الطرقات -التي تأثروا بها اقتصاديا- و رفع شعارات مناوئة لهم ولرموزهم السياسية والدينية.
وفي بث مباشر: -بعد أن ضاق المتظاهرون السلميون من هذه الأحداث، وما خلفت من آثار- كان المنظر لافتا إلى تعزيزات قوى الأمن الداخلي، بل وانتشار الجيش اللبناني في الساحات والطرق الرئيسة قصد استتباب الأمن، حيث استخدم الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، لتفريق مجموعات الشغب والتخريب التي جابهت القوى الأمنية بالحجارة والشعارات، مما نتج عنه محاولات كرّ وفرّ بين الجانبين، لا سيما وأن كثيرا منهم أرغموا على العودة عند الأحزمة الأمنية لاسترجاع دراجاتهم النارية التي بقيت ملقاة على الأرض بالعشرات.
وكما كان متوقعا من مصادر إعلامية: فقد ألقى سعد الحريري بصفته رئيسا للحكومة،خطابا تحدث فيه عن تقديم استقالته إلى رئيس الجمهورية والشعب اللبناني.
ولا مناص، من أن الأحداث المتطورة والمتتالية ستلقي بظلالها -لا محالة- على مسار الثورة اللبنانية ومستقبل لبنان، من خلال المواقف التي تفرضها التجاذبات السياسية والمطالب الشعبية والمقاربات الأمنية والعسكرية، بل وحتى التقاطعات الدولية التي تجد موطئ قدم لها في بلد الأرز.
حسن رشيدي، أستاذ وباحث أكاديمي