مهما بلغت درجات العصبية والحقد الأعمى على الوطن لا يمكن أن يقبل عاقل أن تفريغ هذا الحقد يكون بإحراق الرموز الوطنية.. صحيح أنه "ثوب" لا يختلف عن أي ثوب آخر، لكنه لا يشبه أي ثوب في رمزيته وقدسيته. حتى في الأعراف الدولية والتقاليد الدبلوماسية احترام الأعلام الوطنية واجب مقدس، بين "الحلفاء" و"الأعداء".
ربما تلك "القردانية" لم تستفد من إجرامها في حق العلم المغربي شيئا ولم تحصد إلا "الحقارة" و"الدناءة" و"الكراهية" التي تقطر من وجهها "الأقرد"، لكننا نحن من استفدنا من التفتافنا حول الراية المغربية عبر ربوع العالم، نحن من ذكرتنا بواجب الحب تجاه كينونتنا المغربية، نحن من يروّعنا مشهد علم وطني "ممزق" و"خجول" فوق مؤسسة حكومية، نحن من يخجلنا تقصيرنا في زرع ثقافة تحية العلم الوطني في قلوب تلاميذنا.
هذه "القردانية" أيقظت فينا كل هذه المشاعر المتناقضة، فمشهد تصوير جريمة إحراق العلم الوطني ودوس أطفال صغار على نجمته الخماسية في باريس يوازي في الحقارة مشهد علم وطني على سطح مؤسسة عمومية ممزقة ومرتقة من ثوب بال يشبه "زيف حياتي".
ذكرتنا جريمة هذه "القردانية" بأن العلم فيه جزء من نبضنا ودمنا وهويتنا وكينونتنا.