التويجر يسلط الضوء على "نزيف" وينتقد "مسرح الشارع"

التويجر يسلط الضوء على "نزيف" وينتقد "مسرح الشارع" أحمد فردزس رفقة الأستاذ محمد التويجر

على هامش اليوم الثاني من فعاليات مسرح الشارع بمدينة بن جرير، الذي تميز بتقديم العرض المسرحي "نزيف" لمحترف الوفاء للإبداع بأسفي، التقت "أنفاس بريس" بالفاعل الجمعوي والفنان المسرحي محمد التويجر الذي لم يتردد عن توجيه انتقاداته ورفضه لاسم "مسرح الشارع"، حيث اعتبر أن "المسرح هو ابن شرعي لفن الحلقة"، لهذا يفضل تسمية الحركة المسرحية في الهواء الطلق باسم يليق بهذا اللون: "مسرح الساحة أو مسرح الدرب، أو مسرح الحي، أو مسرح السوق"؛ معتبرا أن اسم "مسرح الشارع" "تبخيس للمسرح ورواده الكبار خارج ضوابط ومفاهيم المسرح"؛ مستحضرا شخصية المبدع الطيب الصديقي الذي أبدع/ وأحدث مسرح الساحة حينما عرض مسرحية بساحة مدينة الصويرة.

 

وعن العرض المسرحي قال التويجر "من طبيعة الحال أن النص المسرحي "نزيف" الذي ألفه المخرج المسرحي عيسى لكويس هو وليد واقع الحال، لأنه يصرخ ويتمرد ويثور على وضع اجتماعي متأزم". مضيفا "يبدو أن النص غير متسلسل، لكن تكامله وتسلسله يتضح من خلال تناوله للمشاكل التي يعيشها المواطن المغربي، والتي عكسها تشخيص الممثلين ببراعة في التعبير والتشخيص من خلال المشاكل اليومية داخل المجتمع والأسرة المغربية، في علاقة الرجل بالمرأة تحت سقف الزواج (رابط جنسي لا غير) والتي تعكس تقاليد وعادات متخلفة تؤثر في مجموع العلاقات الإنسانية ارتباطا بعلاقة المواطن بحقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية". فضلا عن أن النص "انتقد وثار بشدة على مفهوم الديمقراطية المزيفة، والتي تفاعل الجمهور مع مشاهدها الممسرحة على مستوى طرح قضية التشغيل والصحة والتعليم".

 

وعن سؤال حول تمكن الممثلين من الإلقاء والتعبير والتموقع قال التويجر "فعلا الممثل عيسى لكويس لعب في الركح بشكل متميز، حيث كان يأخذ وقته الكافي في التعبير والحركات والتموقع، علما أن الممثل/ الشاعر بنفينا أدى دوره مستندا على جمالية الصورة الشعرية باعتباره ينتمي لدائرة الشعراء، مما جعله لا يخرج من جدارية الشعر". وأضاف موضحا بأن "العرض المسرحي ملحته شخصية الممثل المتمكن الفنان محمد كيني لأنه لعب الدور بطريقة كوميدية/ ساخرة، وحين يشخص مشهدا جديا في العرض يعبر بتلقائيته الفنية ويمرر رسائله بطريقة احترافية، حيث يقحم الجمهور كجزء داخل النص/ العرض بعد إحساسه بالمشترك على مستوى مشاكله اليومية".

 

 

وأكد محمد التويجر "أن الممثلين في نص زيف/ صرخة كانوا متكاملين في التشخيص والأدوار المسرحية. وكشفوا على أن نص (نزيف) عرض ثائر بسلاسة الكتابة والتعبير على الأوضاع الاجتماعية، لأنه نص مسرحي كشف عن جراح يبحث الممثل عن حلول ممكنة لمعالجته سلميا ولكن الواقع الاجتماعي المر لا يساعد على ذلك". "فالجمهور تفاعل مع استفزازات نص (نزيف) وأدوار الممثلين بشكل رائع، واتضح ذلك من خلال تصفيقاته التلقائية والمعبرة بعد التقاط الرسائل المشفرة بدون مجاملة للممثل، على اعتبار أن المتلقي يحس ويشعر بتواجده في النص المسرحي، الذي سلط كشافات الضوء فعلا على معاناة المواطن المغربي، من خلال شخصية "أيوب" الذي اختار الانتحار رغم أنه ميت مجتمعيا ( اغتصاب الحقوق) ومع ذلك لم يسلم من المحاكمة / الجلاد".

 

للإشارة فنص مسرحية "نزيف"، من تأليف وإخراج الفنان المسرحي ابن مدينة اسفي عيسى لكويس، الذي عاش "صعلوكا" متأبطا حقيبة الإبداع المسرحي، هو فنان مخضرم عصامي، له عدة نصوص وأعمال مسرحية من بينها "رائحة الأرض"، كان إطارا يشتغل بالمجمع الشريف للفوسفاط، واختار تقديم استقالته للتفرغ لأبو الفنون الذي سحره واستقطبه للعب فوق الخشبة، حيث فتح مكتبا كعون قضائي ليحقق رغبته في معانقة حريته في الإبداع.