بن الشريف: التلفزيون لايمكن أن يحل محل الاحزاب في تأطير المواطنين

بن الشريف: التلفزيون لايمكن أن يحل محل الاحزاب في تأطير المواطنين عبد الصمد بن الشريف
قال الاعلامي عبد الصمد بن الشريف أن التلفزيون لا يمكن أن يحل محل الأحزاب السياسية التي منحها دستور 2011 مسؤولية تأطير المواطنين وأن وسائل الاعلام ترتبط بطبيعة الثقافة السائدة والنظم السياسية والقانونية والاجتماعية وبالسياقات العامة وتحولات المجتمع.
غير أن بن الشريف الذي كان يتحدث أول أمس الاربعاء 25 اكتوبر 2019 في عرض أمام الطلبة الباحثين بالسنة الثانية من ماستر الطفولة بالمعهد الملكي لتكوين الأطر بالرباط ( مادة التنشيط الاعلامي والرقمي)، اعتبر أن الأحزاب السياسية " تعيش في الوقت الراهن حالات من التيه والهشاشة".
ولاحظ أن هناك تزايد الطلب الاجتماعي على البرامج التلفزية السياسية والحوارية الخاصة بالنقاش والتنشيط السياسي، كما هو الشأن في قنوات البلدان الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية التي بها مؤسسات اعلامية عالية المستوى وتتوفر على آليات وبنيات تحتية تقنية معززة بموارد بشرية محنكة مؤهلة لمخاطبة جمهور المشاهدين والمستمعين.
وبعدما سجل أن أية مؤسسة اعلامية عمومية، تتطلب وجود خط تحريري واضح مسنودا برسالة دقيقة، أعرب بن الشريف عن اعتقاده الراسخ، بأن التلفزيون، مها كان مستواه وأدائه المهني، يظل قاصرا عن القيام بأدواره في التنشيط السياسي، في غياب ارادة حقيقية وهيئات سياسية ببرامج واضحة وقيادات مؤهلة لفك شفرة المجتمع من أجل الاستجابة الى طموحات المواطنين.
وأوضح أنه إذا كان دور التلفزيون يتمحور بالأساس حول التقاط اهتمامات المجتمع بوصفه وسيلة للأخبار والتثقيف والتفاعل مع القضايا المجتمعية المطروحة والمساهمة في تشكيل الرأي العام حول قضية من القضايا، فإنه رغم ذلك لا يمكن أن يحل مكان الهيئات السياسية التي أناط بها الدستور مهام تأطير المواطنين.
وتوقف الاعلامي بن الشريف طويلا عند ميدان التكوين واستكمال التكوين الصحفي والمؤهلات المهنية والفكرية والثقافية الواجب توفرها في الصحفي المكلف ببرامج التنشيط السياسي وادارة الحوارات مشددا في نفس الوقت على ضرورة التحلي برؤية واستراتيجية واضحة المعالم في السلوك الاعلامي مع التحضير الجيد للبرامج التلفزية قبل بثها وذلكباعتماد مقاربات محددة وطرح الأسئلة الدقيقة مع تسلح الفريق المكلف بالآليات العلمية والفنية التي يتطلبها ميدان التنشيط التلفزي.
وقدم بالمناسبة نماذج من البرامج التي أشرف على تقديمها واعدادها حينما كان مسؤولا بقسم تحرير القناة التلفزية الثانية.
وعلى الرغم من تأكيده على ايجابية قرار تحرير الفضاء السمعي البصري في تسعينات القرن الماضي، انتقد أداء بعض الاذاعات الخاصة منها ما تقترفه من " مجاز لغوية التي تلحق الأذى بمسامع الجمهور "، والمساهمة في " التطبيع مع الرداءة" داعيا الى فتح المجال لاحداث قنوات تلفزية خاصة تشجيعا للتنافس لضمان الجودة.
وكانت احدى مجموعات الطلبة الباحثين هذا الماستر قد قدموا قبل ذلك عرضا حول " الاعلام العمومي بالمغرب والتنشيط السياسي" تناولوا فيه بالتحليل والدرس نماذج من البرامج الحوارية التي تبثها كلا من القناتين الأولى والثانية.