تمت ادانة الصحفي ايريك زمور عدة مرات من طرف القضاء الفرنسي "من أجل اثارته للحقد الديني والتحريض على الكراهية" ورغم الادانة، يستمر جزء من الإعلام في فرنسا في استضافته بل يتم السماح له بتنشيط برنامج بأحد القنوات الفرنسية للإخبار المستمرة.
الإسلام بفرنسا أصبح مشجبا تعلق عليه كل مشاكل فرنسا، والسياسيون الفاشلون والعاجزون عن حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وجدوا وسيلة سهلة لربح جزء من الأصوات واستغل كراهية الأجانب المتفشية وسط جزء من الرأي العام الذي يعتقد ان مشاكلها سببها الهجرة وليس السياسات الفاشلة في العديد من القطاعات.
مقتل أربعة من عناصر الشرطة الفرنسية بولاية الامن بباريس من طرف زميل لهم وهو مايكل اربون والذي اعتنق الإسلام لم تكن تسير في اتجاه تهدئة الأمور. بالإضافة الى الجدل حول الحجاب الذي أصبح هو النقاش الجاري وسط الأوساط الإعلامية الفرنسية مند أسبوع بعد أن رفض نائب برلماني يميني رفضه لحضور سيدة ترتدي الحجاب أثناء مرافقتها لاطفال في رحلة مدرسية. وهو ما أثار جدلا حول الحجاب وتضارب التأويلات حول قانون اللائكية.
هذه الوضعية دفعت الرئيس الفرنسي ايمانييل ماكرون الى الخروج من صمته و"تحذيره لخطورة الخلط بين الإسلام والإرهاب" الذي تعرفه النقاشات بفرنسا، حيث أصبحت الأقلية المسلمة بفرنسا تشعر انها مستهدفة بحملة عنصرية.
لكن اذا كان الجدل السياسي حول الهجرة مرتبطا بالمناسبات الانتحابية، فان عددا من الصحافيين والكتاب جعلوا من كراهية الإسلام والهجرة بصفة عامة موضوعهم أساسي، وأهمهم صحفي جريدة لوفيغاروا أيرك زمور، الذي دعى الشباب الفرنسي الى التجنيد للحرب من اجل تحرير فرنسا من المهاجرين والمسلمين. "على الشباب الفرنسي ان يحارب من اجل تحرير فرنسا، وليس هناك اختيار أخر يقول الصحفي أريك زمور امام تجمع لممثلي اليمين المتطرف "السؤال المطروح اليوم بفرنسا، هو هل سيقبل الشباب الفرنسي اليوم ان يعيشون كأقلية ببلد أجدادهم ؟ اذا كان الامر بالإيجاب فهم يستحقون الاحتلال الذي يتعرضون اليه، والا عليهم ان يحاربوا من اجل تحرير فرنسا" والاحتلال الذي يعني به أريك زمور احد اكبر الأقلام التي تمثل اليمين المتطرف العنصري في الاعلام الفرنسي هو الهجرة ذات أصول مسلمة وان الهجرة الحالية بفرنسا تحولت الى احتلال وتعويض لسكان الأصليين هذه التصريحات تجعل هذا الكاتب بجريدة لوفيغارو يتجاوز كل الخطوط الحمراء وذلك في لقاء جمع كل أطياف وبقايا الفاشية بفرنسا.
وقد تمت ادانته مؤخرا بشكل نهائي من طرف القضاء الفرنسي "بإثارة الحقد الديني"، وفي كل خرجاته يقوم بالهجوم على المهاجرين، والافارقة والإسلام. ومختلف الادانات القضائية التي تعرض لها تزيد من شعبيته ومن مبيعات كتبه، وهي اذانات توفر له الشهرة اكثر من ردعها لتماديه في اعماله الدعائية والعنصرية.
وهذه التصريحات ضد المهاجرين والمسلمين ليست هي الأولى فقد سبق له ان صرح الى لاكوريي ديلاصيرا يومية إيطالية اثناء تقديمه لكتابه "الانتحار الفرنسي" ، بضرورة ترحيل مسلمي فرنسا خارج التراب الفرنسي. كما لا يتردد في ترديد ان فرنسا ذاهبة الى حرب أهلية. ورغم ان العديد من الصحفيين يعتبرون ان تصريحاته هي تطرف مثير للاشمئزاز فهو مستمر في ترديدها في مختلف الجرائد والقنوات الاذاعية التي يتردد عليها.
التصريحات الجديدة جاءت في اطار لقاء للممثلي اليمين الفاشي بفرنسا في نهاية الأسبوع بباريس، وهو الأسبوع الذي توفي فيه جاك شيراك احد اكبر المناهضين لهذا التيار السياسي بفرنسا. ومن بين ما قاله هذا الصحفي المعادي للهجرة والإسلام في خطاب مطول له " نحن اليوم بين السندان والمطرقة لتصورين كونيين لتكسر قوميتنا، شعوبنا، أراضينا، طريقتنا في العيش وثقافتنا." بين كونية "التجارية لحقوق الانسان، "وكونية الإسلام " الذي يستفيد من "ديانة حقوق الانسان"، التي تحمي عملية الاحتلال لأجزاء من التراب الفرنسي."
وأضاف "كونية حقوق الانسان تمنعنا من الدفاع عن انفسنا"، حسب أريك زمور " سلاحا لتدمير الوطن وكذلك شعبه، وتعويض هذا الشعب بشعب اخر، بحضارة أخرى," ويضيف في نفس الاتجاه، " في فرنسا كما في باقي اوربا، كل مشاكلنا تزيد من تعقيدها الهجرة: المدرسة،السكن، والبطالة، العجز الاجتماعي، النظام العام والسجون.... كل المشاكل تزداد تعقدا بسبب الهجرة، وتزداد تعقدا بسبب الإسلام، وهو عقاب مزدوج." ويقول " سوف اترك لكم ان تصبحون عبيدهم، وهنودهم؟ هم انتم"... والسؤال الذي يطرح علينا اليوم: الشباب الفرنسي هل سيقبلون اليوم ان يعيشوا مثل اقلية في بلاد أجدادهم ؟ اذا كان الامر بالإيجاب فإنهم يستحقون ما يحل بهم،"على الشباب الفرنسي ان يحارب من اجل تحرير فرنسا، وليس هناك اختيار اخر" يقول من يردد نظرية الاستبدال الكبير التي تم ادان صاحبها من طرف القضاء الفرنسي بدوره..
عند هجومه على المهاجرين بفرنسا فانه يستعمل نفس التعبير "حزب الخارج" وان "الأوضاع كانت احسن في السابق"
المثير في فرنسا والذي يبعث على التساؤل هو نشر خطاب أريك زمور الذي يدعو الى الكراهية بالكامل على قناة ال سي ايي الفرنسية، هذه القناة المملوكة لبائع العقار الملياردير بويغ، وبسبب نشر هذا الخطاب كاملا على هذه القناة، يوم السبت 28 شتنبر، توصل المجلس الأعلى لسمعي البصري بفرنسا ب 400 شكاية حول الموضوع.
ولم تفلت من من هذا التهكم العنصري حتى الناطقة الرسمية باسم الحكومة سبيت نداي بسبب بشرتها السوداء واصولها السنغالية وهو ما جعل رئيس الحكومة ادوارد فليب يخرج عن صمته الذي اذان هذا الخطاب المقرف والذي يتعارض بشكل عميق مع الفكرة التي لنا عن فرنسا و الجمهورية .
الرئيس السابق للجمهورية فرنسوا هولند ادان هذا القرب بين وسائل الاعلام و اليمين المتطرف والاطروحات التي ينشرها هذا المحترف للجدل. وتأسف عن تبخيس هذا القبح في الاعلام الفرنسي . وأضاف انه على وسائل الاعلام التي تشغل ايرك زمور أن تتحمل مسؤوليتها.
وقد اعترفت القناة التي ادعت هذا الهجوم الذي قام به أريك زمور دو الطابع الاسلاموفوبي بالخطأ لكت القناة تعرف ان المعني بالامر تمت ادانته بشكل نهائي من طرف اقضاء الفرنسي بالتحريض على الكراهية العنصرية عدة مرات.
الدعوة الى الكراهية ضد اليهود بفرنسا في القرن الماضي بدأت بالكلمات والكتب لتتحول الى مدابح، وهو ما يقوم به اليوم المحرضون على الكراهية بفرنسا ضد المسلمين أمثال أريك زمور، فينكيل كروت ومشيل ويلبيك وغيرهم من بعض وسائل الاعلام.