فعاليات مدنية تطالب بحماية الرأسمال المادي واللامادي لوزان

فعاليات مدنية تطالب بحماية الرأسمال المادي واللامادي لوزان عين بني مرين، وموروث مادي مهدد بالاندثار(يسارا)
لا يختلف اثنان بأن الرأسمال المادي واللامادي يشكل رافعة أساسية من رافعات التنمية ، لذا يعتبر الحفاظ عليه بحمايته من معاول البشر، والمناخ ، والزمن، والترويج له وفق خطة مدروسة، من مسؤولية ( بدرجات متفاوتة ) الفاعل العمومي والمدني والخاص .
دار الضمانة من المدن التي يشهد تاريخها التليد، بغنى وتنوع موروثها بشقيه المادي واللامادي، لكن هذا الموروث المميز لهوية وزان ، وبعد أن لعب دورا رياديا في تدوير عجلة الاقتصاد المحلي، سرعان ما سيخفت حضوره في المعادلة التنموية للمدينة ، وذلك راجع بالأساس للترييف الذي لحق المدينة.
ترييف دك معالمها التاريخية، وطبع هذه الأخيرة بالقبح في أبشع صوره، حتى أن عملية تأهيل المدينة العتيقة التي انطلقن نهاية 2006ر، لم تطرد هذا القبح بل كرسته، والسبب في ذلك نعثر عليه في قتل المقاربة التشاركية، والانزلاق عن سكة الاخلاص في العمل ونظافة اليد .
وفي إطار " ما اجتمعت أمتي على ظلالة "، ومساهمة من فعاليات مدنية في عملية نفظ الغبار عن ما تزخر به دار الضمانة من موروث، سارعت هذه الفعاليات في الشهور الأخيرة إلى النبش بحي بني مرين بحثا عن منبع مائي يعود تاريخه لقرون خلت، جاور حسب فاعل مدني مهووس بالاشتغال على الرأسمال المادي لوزان، مسجدا حمل اسم " مسجد الملائكة " قبل أن تعدمه هو كذلك نفس العوامل التي سبقت الإشارة إليها .
عملية النبش المشار إليها وكلفتها المالية المستخلصة من جيوب عشاق وزان فعلا وليس كلاما ، انتهت بخروج " عين بني مرين" للوجود ، مما خلف ارتياحا واسعا في صفوف كل من علم بالمبادرة المدنية الواعدة التي تجسد عمليا سلوك المواطنة الحقة.
ورش تأهيل هذا المنبع المائي التاريخي توقف قبل شهور في انتظار تدخل مجلس جماعة وزان لإتمام عملية تبليط المساحة المحيطة به، وحماية العين بشباك بلمسة الخيال المبدع للصانع التقليدي الوزاني.
وبمناسبة الحديث عن الرأسمال المادي واللامادي لوزان، وجبت الإشارة للقوس التاريخي المعزول في زاوية عند مدخل المدينة من جهة طريق الرباط، المهدد بالسقوط والاندثار في أي لحظة إن لم تتدارك الأمر الجهات المعنية، وعلى رأسها مجلس الجماعة ، فتسارع إلى ترميمه وتسليط الضوء على تاريخه الذي تقول بعض حكاياته بأنه كان بابا من بين أبواب رياض فسيح، زمان بنائه يعود لقرون مضت، قبل أن تدك معالمه التي لم ينج منها إلا القوس المذكور الذي استعصى على كل العوامل البشرية والمناخية محو آثاره، ليظل شاهدا بأن وزان كانت لها بصمتها في الحضارة الانسانية.