محمد الشمسي: تشرميل حزبي.. "والله منتفاك.. يا الوزارة يا يموت شي واحد الليلة"

محمد الشمسي: تشرميل حزبي.. "والله منتفاك.. يا الوزارة يا يموت شي واحد الليلة" محمد الشمسي

تقترب ساعة الإعلان عن تشكيلة الحكومة في حلتها الجديدة، ويرتفع منسوب "التشرميل الحزبي".. الملك يبحث عن الأطر المؤهلة التي تقدم للشعب نموذجا تنمويا يجعل الثروة تصل إلى القاعدة الجماهيرية، بالمقابل تقود الأحزاب "حيحتها الحزبية"، ويتهافت الأكلة على قصعة الحكومة متسلحين ليس بالبرامج الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الرياضية، بل متسلحين بالكراسي والعصي والهراوات وكثير من الفِتِوّات والشبيحة، متعطشين لإراقة الدماء، متوعدين حالفين مهددين "والله ممفاكين... يا الوزارة يا يموت شي واحد الليلة... والو... عيطو لمن بغيتو... الليلة تطيح شي بطانة"؛ حتى بات المواطن المغربي البسيط يضع اليد على القلب ويعض على الشفاه مرتعشا من هؤلاء "الشمكارة السياسيين" الذين لا يرون في تدبير الشأن العام سوى "هوتة جابها الله". بدأها حزب تقدمي حين أرسل رسائل تحذير بأنه إما "يضبرو عليه بشي حقيبة ولا جوج"، وإما "غادي يفركع الرمانة". والرمانة للإشارة هي نوع من القنابل اليدوية التي تستعمل عند الضرورة. نظم الحزب إياه فوضاه فتح فيها قادوس الواد الحار من العبارات النابية ما بين فصيل يريد الخروج من الحكومة لأنه "ممستافد حتى لعبة"، وبين فصيل يؤكد أنه "ممفاكش وأنه لن يترك البزولة ولو قطعوا لسانو". ثم جاء الدور على حزب لم يبق من سنبلته سوى التبن والشوك، "ليخرج ليها طاي طاي"، "يا الوزارة أو شي منصب كبير في شي ديوان.. يا تطيح روح ونمشيو فيها كاملين واللي معندو سيدو عندو للاه".

 

وآخرون يشحذون السكاكين والمقدات، ويضعون الأكف على الخدود وينتظرون إذا لم يركبوا في "باطو "الحكومة الجديدة غادين "يقتلو وليموتو..."، لأنها حكومتهم، ولأنها مهنتهم، ولأن قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق. كلما عقد حزب جمعه لتدارس التعديل الحكومي الوشيك، كلما قدم بدل المقترحات والكفاءات "حياحون جدد"، لا يهابون عدسات الكاميرات، يضربون بالكراسي والموائد وكل "ما طاح في أيديهم". إنها حرب من أجل الحكومة، تماما كما يفعل السكايرية على شي شيخة في شي عرس سايب".

 

هؤلاء هم السياسيون الذين يفترض أنهم تعاقدوا مع الشعب في عقد اجتماعي، يقوم على الأصوات مقابل الخدمات، هؤلاء هم الذين ينتظر منهم المغرب تذويب دينه الخارجي الذي وصل إلى 6640 مليار سنتيم، نعم 6640 مليارسنيتم، يعني سفينة طيطانيك "عامرة فلوس وعا الزرقة". هؤلاء هم الذين ينتظر منهم الشعب تشريع القوانين المناهضة للعنف، وتخصيص أغلفة مالية لمشاريع اجتماعية واقتصادية ورياضية وثقافية.. "بربي هادو غادين يديرو ميسا للميزانية، ويلحسو صباعهم ويخليو شي صبع للشعب شوف آش يدير بيه". فموعد تعيين الوزراء الجدد يقترب والحرب تستعر، في مقرات الأحزاب كما في مقرات النقابات، كما في الصالونات كما في الأندية، كما في المحادثات الهاتفية.. هناك حالة من "الحركة" والرواج غير المألوف، "اللي عندو شي ضرصة في الرباط عيط عليه"، و"اللي عندو شي ضوصي جبدو"، و"اللي عندو شي سلاح خرجو"، "يا الحكومة يا تريب الحفلة وتطلع الكتبة"، علاه مالي أنا كيجيتكوم، باغين عا الكفاءة ها أنا... ها الديبلومات ديالي ومن فرنسا، مللي ما شي كفء علاش عينتوني النهار الأول؟ والله منتفاك"...