نظمت جمعية ماربيل بقاعة دار الثقافات ببلدية مولمبيك وسط العاصمة البلجيكية بروكسيل، يوم السبت 28 شتنبر 2019، ندوة تحت عنوان "مكانة قلعية بالريف الشرقي ودور رجالها في المقاومة والدفاع عن أرض الوطن"، بمشاركة الأستاذ أحمادو الباز باحث ومفكر وسياسي، ومحمد علوش العامل السابق على إقليم الناظور، باحث ومؤلف كتاب "إسلام الأمازيغ".
الكلمة الافتتاحية ألقاها محمد الحموتي، رئيس جمعية ماربيل، الذي عبر في مستهلها عن ترحيبه بالضيفين الكريمين أحمادو الباز ومحمد علوش، معربا عن سعادته العارمة بتنظيم هاته الندوة التي تتطرق لمكانة قلعية بالريف الشرقي ودور رجالها في المقاومة والدفاع عن أرض الوطن، موجها تشكراته الحارة لكل الحاضرين، ولِحفيد المجاهد الشريف محمد أمزيان، لحبيب، الذي أبى إلا أن يحضر هذا اللقاء.
محمد الحموتي، رئيس جمعية ماربيل، أعطى نبذة موجزة عن أهداف الجمعية التي تفتح الباب للجميع للانضمام لصفوفها بغية الانفتاح على الآخر والعمل على تعزيز أصر التعايش والتآلف وتحسين العلاقات بين المغرب وبلجيكا مِن أجل التعاون الهادِف والتفاعُل الاجتماعي والثقافي المُثْمِر والبنَّاء وتشجيعِ مثل هذِه المبادرات ومد جسورِ التواصل رفقَة ضيوف الندوة، الذين تطرقوا لملحمة بطولية تَرسَّخت في ذاكرة الجميع وبصمت تاريخ المغرب بِمداد من الفخر والاعتزاز.
وتمحورت مداخلات الأستاذين أحمادو الباز ومحمد علوش، حول مساهمة سكان الريف بصفة عامة، وقبائل قلعية بصفة خاصة، بقيادة المجاهد الكبير الشريف محمد أمزيان في مقاومة المستعمر والدفاع والذود عن حوزة بلادهم في وجه الاستعمار الغاشم، حيث استطاعوا أن يسطروا ملحمة بطولية استوطنت ذاكرة المقاومة المغربية، كما ساهم الشريف محمد أمزيان في وضع حد للخلافات والنزاعات التي كانت تحدث بين القبائل بالريف، لتضع بذلك نصب عينها هدفا واحداً، وهو طرد المستعمر وتحويل أرض الريف الشرقي إلى مقبرة لجيوش المستعمر وتكبيده خسائر مادية و بشرية هائلة. كما تطرق المتدخلان، كذلك، لمرحلة مواجهة سيدي الشريف محمد أمزيان مع الجيلالي الزرهوني (بوحمارة الروكي) الذي تواطأ مع المستعمر ضد مصالح الريف، والعلاقة الطيبة التي كانت تجمع بين الشريف محمد أمزيان والبطل المجاهد عبد الكريم الخطابي، والوزن الكبير لقبائل قلعية داخل الريف.
ولم يدع الأستاذان الفرصة تمر دون الإشارة إلى أن الريف عبر تاريخه المجيد الطويل لم يكن أبدا انفصاليا ولن يكون أبدا، حيث تعد المنطقة من المناطق التي ساهمت في دعم الاستقرار الذي تشهده المملكة المغربية اليوم، وعبر سكانها في محطات عديدة عبر مدار التاريخ عن تشبثهم وغيرتهم على بلدهم الأم المغرب ودفاعهم المستميث عن الثوابت والمقدسات الوطنية.
وبعد نهاية المداخلات، تم فتح المجال للحاضرين لطرح مجموعة من الأسئلة والملاحظات القيمة التي أعطت نكهة خاصة لهاته الندوة التي كانت ناجحة بكل المقاييس.
وفي الختام توجهت الجمعية المنظمة لهذا النشاط بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إنجاح هاته الندوة، سواء من بعيد أو من قريب: بلدية مولمبيك والمستشارة المكلفة بالثقافة فرانسواز سكيبمونس، ورجل الأعمال مشبال محمد (بورزة)، وكذا للحضور المشرف الذي كان وازنا بالفعاليات التي تنتمي لمشارب متعددة.