درشول:‫ مرتزقة الشبكات الاجتماعية ‬‫أصبحوا من محترفي الاستثمار في إشاعة الخوف!‬

درشول:‫ مرتزقة الشبكات الاجتماعية ‬‫أصبحوا من محترفي الاستثمار في إشاعة الخوف!‬ شامة درشول
أكدت شامة درشول، المتخصصة في تحليل الخطاب الإعلامي‫ أن ما يجب الانتباه إليه بخصوص التداول السريع والمكثف للمنشورات ولمقاطع الفيديو المرتبطة بالجرائم، لا يعني بالضرورة أنها تَنتَشر وإنما هي تُنتَشر، مضيفة في لقاء مع جريدة "أنفاس بريس"، أن هذا الانتشار ليس عفويا وطبيعيا وإنما مفبركا ويكون دائما وراءه روبوتات أو حسابات وهمية تقوم بإعادة نشر هذا الخبر أو الفيديو بوتيرة أسرع مما يمكن أن يقوم به أشخاص عاديون، وهو ما يشكل خطرا بحيث يصعب محاسبة هؤلاء لأنها في الغالب حسابات وهمية.‬
‫واستطردت درشول بالقول أن المفروض أن سياسات فيسبوك أو تويتر أو يوتيوب تحظر أي منشور يحمل خبرا مزيفا أو هو في حد ذاته مسيء، أو يدعو للإجرام أو نشره يحرض عليه أو يشعر مشاهده بالخوف، وفي هذه الحالة يتم القيام بـ signaler حتى يتم حظره ووقفه ووقف الحسابات التي عملت على نشره وهي عملية صعبة ومعقدة وطويلة المدة بالمقارنة مع المدة التي يحتاجها هؤلاء لنشر مثل هذه الفيديوهات.‬
‫وحول سؤال السر في إصرار البعض على تقاسم الأخبار الزائفة دون التحقق منها، أكدت ‬المتخصصة في تحليل الخطاب الإعلامي‫ أن الناس بطبيعتها ترنو للخبر الكاذب أكثر من الخبر الصحيح، حتى حين تعرف بعدها أنه كاذب تستمر في تصديقه، هذه طبيعة بشرية، وهو ما لا يختلف عن إعادة نشر فيديوهات إجرامية ودامية حتى حين يتبين عدم صحتها أو قدم تاريخها أو فبركتها، لأن العقل المغربي الحالي يردد دائما "مبقاش الأمن فلبلاد، بنادم ولى يخاف يخرج، كترات القتيلة والإجرام والدم، فين لبوليس؟ لبوليس ولا يخاف، الشماكربة مبقاش يخافو، الله يرحم ايام البصري..)، هذا العقل بهذه الخلفية مستعد لتقبل أي شيء يصادف ما يفكر فيه ويقوله، لذلك فهو يعمل على إعادة نشر هذه المقاطع كتأكيد على ما يفكر فيه، ولا يهتم إن كان صادقا أو كاذبا بقدر ما يهمه أنه يخدم عقله المليء بالخوف لكن ما يغيب عن هؤلاء هو أن الناشر لهذه الفيديوهات يقتات (كيسترزق الله) من خلال "الاستثمار في الخوف" وأنه بعد أن كان "مرتزقة الشبكات الاجتماعية" يحصلون على لايكات وفولورز لصفحاتهم قبل إعادة بيعها، يعتمدون اليوم على انتقاد الوضع السياسي والسخرية من السياسيين، انتقلوا اليوم إلى الإشاعة (نموذج الزودياك التي تنقل الراغبين في الحريك نحو أوربا)، والاستثمار في الخوف (تداول مقاطع التقتيل)..‬