الخلفي.. الوزير الناطق باسم فضائح زوجته!

الخلفي.. الوزير الناطق باسم فضائح زوجته! عبد الرحيم أريري

هناك فرق شاسع بين السّماء والأرض!!

كما أنّ هناك فرقا أكثر من شساعة السماء والأرض بين رئيس الوزراء الكندي “جاستن ترودو” والوزير مصطفى الخلفي.

ما معنى هذا؟!

إليكم التفاصيل:

«اعتذر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بنبل عن ظهوره في صورة لما كان أستاذا وهو يضع مساحيق داكنة اللون على وجهه، في صورة “عنصرية” نشرتها مجلة تايم في وقت سابق.»

وتعود الصورة لعام 2001 عندما كان ترودو يبلغ من العمر 29 عاماً، حيث كان يرتدي عمامة وجلباباً ويضع مساحيق داكنة اللون على وجهه، أثناء مشاركته في حفل.

وقال ترودو في تصريحات نشرتها هيئة الإذاعة الكندية (سي بي سي): “ارتديت زي شخصية علاء الدين الأسطورية ووضعت مساحيق.. ما كان ينبغي لي أن أفعل ذلك.. أعتذر حقاً”. وأضاف: “لقد كان شيئاً لم أعتقد أنه عنصري في ذلك الوقت، لكن الآن أدرك أنه كان عنصرياً أن أفعل ذلك”. وتابع: “سأواصل مكافحة عدم التسامح والتمييز حتى وإن ارتكبت خطأ في الماضي».

لا يهمّ أن اعتذار رئيس الوزراء الكندي جاء في سياق انتخابات مقررة في أكتوبر 2019 عن صورة قديمة أساء فيها التقدير. لكنّ ما يهمّنا هو «جرأة» الاعتذار، و»شجاعة» الاعتذار.

في قصة معاكسة تحمل في ثنايا كل أشكال الريع والمحسوبية واستغلال النفوذ، تعرضت زوجة مصطفى الخلفي «الناطق الرسمي باسم الحكومة والوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، لحادثة سير. ليس المهم هو حادثة السير، حوادث السير تقع في المغرب والهند والسند وطشقند وسمرقند. زوجة الخلفي لم تتعرّض لأي مكروه، وحمدا لله على سلامتها.. ولم تكن هي بطلة هذه الحادثة، البطلة هي السيارة “الحكومية” التي كانت تسوقها “حرم” الخلفي. بالمناسبة، زوجة الخلفي هي صاحبة فضيحة “لاكارت فيزيت” التي قرنت فيها اسمها بمنصب زوجها الوزاري.

المراسيم القانونية تضبط استعمال السيارات التابعة للدولة خارج أوقات العمل. ووفق منشور سابق صدر في عهد حكومة بنكيران قنّن استعمال سيارات الدولة وشدد على طرق مراقبتها.

ومن أبرز نقاط المنشور الحكومي، منع نقل أفراد غير عاملين بالإدارة بالسيارات الوظيفية، وأن سائق السيارة عليه التوفر على وثائق تهم الوجهة وطبيعة الراكبين معه وعددهم ووظيفتهم، وهو الأمر نفسه بالنسبة لأي تزود بالبنزين أو الصيانة أو غير ذلك.

كما شدّد المنشور على عدم السماح باستخدام سيارات الدولة في أيام العطل وأن عملية ضبط عدد الكيلومترات التي قطعتها السيارة منذ نهاية الأسبوع والتحقق مما إذا كانت هي نفسها في بدايته وكذلك بالنسبة للوقود.

المنشور الحكومي دعا أيضا رجال الأمن إلى معاملة سيارات الدولة بنفس صرامة التعامل مع باقي المواطنين في احترام قوانين السير والفحوصات المطلوب للعربات.

المنشور الحكومي المندرج في إطار تجويد حكامة التسيير وترشيد النفقات نص على ضرورة وضع عدادات من أجل احتساب عدد الكيلومترات التي تقطعها السيارات الوظيفية بموجب المهام المحددة لها، وتحديد سقف لا يمكن تجاوزه يأخذ بعين الاعتبار المسافة الفاصلة بين مسكن الموظف المعني ومقر العمل.

في حادثة زوجة الوزير هناك خروقات واضحة واعتداء على المساطر القانونية. لكن بدل أن يعترف الوزير «الناطق» باسم فضائح زوجته بالجريمة التي اقترفتها -نعم.. «جريمة»، فكل من خرق للقانون جريمة- التزم الوزير «الساكت» الصمت، في انتظار أن يقوم بلفّ الفضيحة في «قماط» من التبريرات «السخيفة» أو ما الداعي لأي أن يقدم «تبريرا» من أصله!!

الخلفي لا يملك شجاعة رئيس الوزراء الكندي الذي اعترف واعتذر وكفى “الكنديين” شرّ القتال. في المغرب تتشابه الأحزاب المغربية في “ابتلاع” ألسنها أمام نيران الفضائح التي تشتعل في بيوتهم وأحيانا يغطّون عن هذه الفضائح بماذا ترى؟ 

«تخراج العينين»!!

لكنّ الوزير يتيم، وزير التشغيل، بالغ في “الاجتهاد” وقرّر أن يكتب “بلاغا” رسميا في فضيحة «الستريبتيز» و“السترينغ” بخاتم وزارة التشغيل!!

«جاستن ترودو” بنبل إنساني رفض أن يجعل اسمه في محل “مقايضة” أو “مزايدة”، واعتذر واعترف قائلا “... ما كان ينبغي لي أن أفعل ذلك.. أعتذر حقاً”... والخلفي يضحك بناب أزرق على “كحل الراس” وعلى القوانين. ليس للخلفي وحده، بل معظم قياديات وقياديي البيجيدي وحركة التوحيد والإصلاح حين يخطئون ينكمشون و”يلبدون” كالحلزونات في قواقعهم، وما إن تمرّ سحابة الفضيحة حتى يعودون إلى ثقافتهم “الحلزونية” ويحنّون إلى “تخراج العينين».

 

لذا أصنّف “جاستن ترودو” من الرّجال الصّالحين، وأزن عمله في ميزان “الأعمال الطاهرة”، أمّا “الخلفي” فهو “الخلفي”... وزير خارج “التّصنيف”... وسيظلّ هو “الخلفي»!!