مصطفى المنوزي: في بعض ملامح صانع خريطة تونس وما جاورها

مصطفى المنوزي: في بعض  ملامح صانع خريطة تونس وما جاورها مصطفى المنوزي
( قل لهم يا فريد إننا لم نحارب ، لم نحارب ، قل لهم ما حربناش ،،،،، لو حاربنا لانتصرنا فقرة من مسلسل المال والبنون )
 
ما حصل في تونس صادم بالنسبة لمهندسي العدالة الانتقالية في العلاقة مع  مطلب الانتقال الديمقراطي، رغم أنه يبدو  في مظاهره  على أنه  خيبة بالنسبة  للتيارات المحافظة والدينية، وبغض النظر عن  ضرورة الوعي بلعبة تبادل الأدوار والتناوب الجاري في صيغة  " تنازلات إيجابية " تكتيكية  تخدم الأهداف الاستراتيجية التحالف الموضوعي للرجعية والراسمال الجبان؛ فإن  هناك  حقيقة نفترضها  وينبغي استحضارها، وهي  حضور ظلال  الفاعل  الخارجي  كمعطى موضوعي، يستند إلى تسويات وتعاقدات قبلية و عابرة  للجغرافيا وممتدة من عمق التاريخ  الكولونيالي، مما يمكن اعتباره إحدى العناصر الحاسمة والمعيقة لأي تحول ممكن ، مما يستدعي  جدوى  تقييم الأمر الواقع  من زاوية تقويم مسار عدالة الانتقال الديمقراطي في العلاقة مع الجوار والاستعمار؛ وهذا يفترض في المحللين ضرورة استحضار ما يجري في بلدان شمال افريقيا الفتية وامتداداته "السوسيو-ثقافية " والحقوقية على صعيد  اوروبا "  العجوز"، والتي لم تستفد من تداعيات سقوط جدار برلين، في ظل تصاعد المد المحافظ والنزعة اليمينية والشعبوية  ،  وتوحش الليبرالية  .