مومر: جِدَارِيَّةُ "  الهَارِبَة " و الأَحْزَابُ الخَارِبَة ؟

مومر: جِدَارِيَّةُ "  الهَارِبَة " و الأَحْزَابُ الخَارِبَة ؟ عبد المحيد مومر الزيراوي

1- لَيْسَ القلَمُ حُرًّا ..
قالَتْ :
- وَ قَوْلُها لِي يُقَالُ -
قالتْ : 
وَ قَوْلُها مَدْخَلُ المَقالِ .. 

قالتْ :
الأقوالُ ليْسَتْ قَليلةً !
كيْف يكونُ القلمُ حُرًّا
دونَ مِدادِ الإِسْتقْلاَلِ ؟..
قُلْتُ :
- وَ قَوْلي لَها يُقالُ -
ليْس القلَمُ حُرًّا !
القلمُ تحْت الحِصارِ ،
ضَغْط السبَابَةِ و الإِبْهَامِ، 
صَوتُ الكِتابَة
دَوِيُّ الإِنفجارِ ،
النتيجةُ رُكامٌ من الأثْقالِ ..
قالتْ :
يا قائِلاً مَا لاَ يُقَال ؛
يا حالمًا دونَ خَيَال ؛
إسْتَقِلْ بِوَضْعِ القلَمِ،
أَسْقِطْ هَوَى المُحَالِ ..
قُلْتُ :
يا قائِلَةً
مَا وَجَبَ أَنْ يُقَالَ
يَا صادِقَةً بلاَ أَقْوَال .. 
خُذي قلَمي ، 
أُكْتُبِي  مَعِي إِسْتِقاَلتِي ،
الأقْوال بِمُفْرَدَاتِها لاَ تكْفي! 
الِإرادَةُ حاسِمَةٌ فِي الانْتِقالِ ..
مَحْكمَةٌ وَ القَاضِي
رَئِيسُ الجْلْسَةِ ، 
باقِي الَأدْوارِ أَرْقَامٌ ،
العدَدُ شَبِيهٌ لِلْخَمْسَةِ ، 
أَنَا المَسْجُونُ وَ لَيْسَ قَلَمِي !
فَاتْرُكِينِي قَيْدَ الاعْتِقَالِ ..
2- هَمُّ الوَطَنِ مُسْتَطِيلٌ
قَالتْ لِي قَوْلَهَا
وَ هِيَ صَائِمَةٌ عَنٍ الجَوابِ، 
فَالمُعِيقاتُ عجْزٌ مُرَكَّبٌ ،
الأَحْزَابُ شِبْهُ مُنْحَرِفَةٍ ، 
هَمُّ الوَطنِ مُسْتَطِيلٌ 
ضِلْعٌ أَقْصَرٌ وَ ضِلْعٌ طَوِيلٌ .. 
صَامَتْ نَهارًا ،
تَعيش واقِعَ الأحْداثِ 
إِجْتِرَارًا ،
تَعْشَقُ أحْلامَ البَارِحَة
جِهَارًا ،
تَتَنَهَّدُ إِقْبالًا و إِدْبارًا ،
حُكُومَةُ سَعْدٍ وَ السَّعْدُ قَلِيلٌ ..
حِلْفُ خِيانَةٍ مَشْروعَةٍ،
تابُوتُ أَفْكَارٍ مَقْمُوعَةٍ، 
مُسَدَّسُ الأَغْلَبِيَّةِ !
غيْرُ مُتَسَاوِ الأَضْلُعِ ، 
وَاسِطُهُ جَامِدٌ
بِالمُنَتصَفِ وَطَنٌ عَلِيلٌ ..
عَقِيدَة مَا قَبْلَ القَبيلَة ،
يَسْأَلُونَ اللهَ الغَنيمَة ،
الخُرَافَةُ مُرادِفُ الوَسِيلَة  ، 
عَقْلاَنِيَّةٌ تُعَلِّقُ التَّمِيمَة !
بيْنَ المَفَاهِيمِ دَالَّةٌ مُشْتَقَّةٌ 
تَعْدِيلُ مُرْهَفٌ وَ وَزِيرٌ جَمِيلٌ .. 
إزْدَحَمَ صَالونُ الإِنْتِظارِ ،
إِمْتَزَجَتْ بَخُورَاتُ الاسْتِوْزَارِ،
سَأَلَ الفِيلُ الثَّعْلَبَ : 
لِمَ تَصِفُنِي بِالبَئِيسِ؟
أَجابَ الثَّعْلَبُ الفِيلَ :
لقَدْ اتَّصَلْتُ بِالرَّئيسِ؟
أَدْغَالُ الحُكُومَةِ وَ اليَسَارُ ذَلِيلٌ ..
3-  مَرْحَى بِجَنَابِ الوَزِيرِ ..
بِالإِحْتِرامِ و مَوْفُورِ التَّقْدِيرِ !
مَرْحَى بِجَنَابِ الوَزِيرِ ،
أَنْتَ بَيْنَنَا الأَضْخَمُ ،
فَاشِلٌ وَ اللهُ الأَعْظَمُ،
أَنا أَسأَلُكَ عَنِ " الهَارِبَة " ؟!..
في المَسَاءِ  
إجْتَمَعوا حَوْلَهَا، 
قَبْلَ أَنْ تَنَامَ ،
تَسَامَرُوا مَعَها،
نَعْتُ الضَّمَائِرِ فِي الغَائِبَة..
نَهْجُ السِّيرَةِ الخَائِبَة  ..
مَنِ المُغادِرُونَ ؟! 
مَنِ المُلْتحِقُونَ ؟! 
العِرَافَةُ يَأْسُ الخَيَالِ ، 
التَّنْجِيمُ خَواءُ الكِيانِ ،
الكُرْسِي عُقْدَةُ السِّياسِي ،
حَفِظَكُم الله مِنَ النّائِبَة ... 
وَطَنٌ يَئِنُّ مِنَ الأَلَمِ،
حُكُومَة رَائِدَةٌ
فِي صِنَاعَةِ النَّدَمِ ،
قَصْفٌ مِنَ الجَوِّ ،
قَصْفٌ يُغَيِّرُ الجَوَّ ،
جَسَدُ الوَزيرِ حَاضِرٌ 
الغَائِبُ وَعْيٌ بِالعَاقِبَة ... 
عِنْدَ الصُّبْحِ ؛
صَارَتْ لاَئِحَة الأَسْماءِ 
" هَارِبَة " يَذْرُوهُا الصِّياحُ ،
على رَصيفِ الصَّحَافَةِ !
الفِيلُ وَ الثَّعْلبُ و النُّواحُ ؟
جِدَارِيَّاتُ الأَحْزَابِ الخَارِبَة ..
وَ أَنَا أَسْأَلهُمْ عَنِ " الهَارِبَة" ؟! ..
جَاءَ بَيَانُ الحَادِثَةِ ،
عِراكُ أَحْزَابٍ مُتَنَاحِرَةٍ ،
صُوَرُ أَسْماءٍ مُتَنَاثِرَةٍ ،
إِشْتِبَاكُ عَقْلٍ مَعَ إِحْسَاسٍ ، 
ضَرْبُ أَخْمَاسٍ لِأَسْدَاسٍ ،
الأَشْيَاءُ بِقُوَّتِهَا الضَّارِبَة ... 

عبد المجيد مومر الزيراوي، شاعر و كاتب رأي