المغرب والدانمارك: شراكة جديدة من أجل تعزيز الإحصائيات

المغرب والدانمارك: شراكة جديدة من أجل تعزيز الإحصائيات يورجن المسكوف، المدير العام للمكتب الإحصائي الدنماركي ، وأحمد لحليمي علمي(يسارا)
شهدت المندوبية السامية للتخطيط يوم الثلاثاء 17 شتنبر 2019، مراسيم اتفاقية شراكة استراتيجية تم توقيعها بين أحمد لحليمي علمي، المندوب السامي للتخطيط، ويورجن المسكوف، المدير العام للمكتب الإحصائي الدنماركي ، بحضور نيكولاي هاريس، سفير مملكة الدانمارك بالمغرب.
تم الاتفاق بين الطرفين، في هذا الإطار، على إعطاء صبغة رسمية للتعاون وتبادل الخبرات لرفع ما تواجهه الأجهزة الإحصائية الوطنية من تحديات في العالم المعاصر.
ويتم تمويل هذه الاتفاقية من طرف وزارة الشؤون الخارجية الدانماركية في إطار برنامجها التقليدي للشراكات القطاعية والاستراتيجية.
وعند افتتاح هذه المراسيم، نوه المندوب السامي للتخطيط بهذه الشراكة، خاصة وأنها تتزامن مع مرحلة يعرف فيها المغرب حوارا وطنيا واسعا حول النموذج التنموي، سينفتح على مرحلة جديدة من تاريخه تتميز بتوطيد دعائم النمو الاقتصادي واستصلاح منظومة التربية والتكوين وإعادة التنافسية للخدمات الصحية في سياق دينامية للحد التدريجي من الفوارق الاجتماعية والمجالية.
ويندرج، في هذا الإطار، انخراط المندوبية السامية في إعادة هندسة شاملة لنمطها التدبيري ورقمنة متنامية لأنشطتها الإحصائية، مع إيلاء أسبقية، بالدرجة الأولى، لإعداد تقارير دورية حول تنفيذ أهداف التنمية المستدامة ومواكبة الجهوية المتقدمة التي تعد إحدى أهم الإصلاحات المؤسساتية للمغرب المعاصر.
وفي سياق تذكيره بالخبرة الكبيرة للمكتب الإحصائي الدانماركي في مجال الإحصائيات ودوره الفعال في المجموعة الإحصائية الدولية، أكد المندوب السامي للتخطيط على أهمية الفرصة التي يتيحها هذا المشروع لأطر المؤسستين من أجل تبادل التجارب والممارسات الفضلى ، التقنية منها و التدبيرية، التي يقتضيها الاقتصاد الرقمي، والتي من شأنها فتح آفاق جديدة لعلاقات ثنائية أكثر تنوعا وودية.
ومن جانبه، أكد سفير مملكة الدنمارك ، نيكولاي هاريس، على اعتبار المغرب شريكا مهما بالنسبة لبلده وأن هذه الشراكة ستزيد من تعزيز العلاقات بين البلدين. كما أوضح أن بلاده التي تتوفر على تجربة كبيرة في مجال الإحصائيات الرسمية من شأنها أن تشكل مصدر استلهام بالنسبة للمغرب. وفي هذا الصدد، أكد أن الإحصائيات الجيدة والموثوقة ضرورية لقياس التقدم المحرز في إنجاز أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الأهداف السبعة عشر التي حددتها الأمم المتحدة والتي ينبغي على كلا البلدين العمل على تحقيقها، وذلك على غرار باقي دول العالم.
وفي اطار هذا المشروع، سيعقد عدد كبير من الإحصائيين وخبراء تكنولوجيا المعلومات من المكتب الدانماركي للإحصاء والمندوبية السامية للتخطيط اجتماعات لتبادل خبراتهم حول الممارسات الفضلى بخصوص كيفية استعمال التكنولوجيات الجديدة والاستجابة للطلب المتزايد على المعلومات المتعلقة بكافة جوانب المجتمع.
و في كلمته، أشار يورجن المسكوف، المدير العام للمكتب الدانماركي للإحصاء، إلى الدور الحيوي الذي تلعبه الأجهزة الإحصائية الوطنية في إثراء النقاش العمومي واضاءة صناعة القرار على المستوى الوطني، وكذا انفتاحها على شراكات دولية واقليمية. كما أوضح أن هذا التعاون يشكل فرصة جيدة بالنسبة للمكتب الدانماركي للإحصاء للمساهمة في تطوير المبادرات قيد الانجاز من طرف المندوبية السامية للتخطيط ، والمتعلقة بالرقمنة وجودة الإحصائيات وتوزيعها لدى مختلف المستعملين. كما أكد أن المكتب الدانماركي للإحصاء سيكتسب بكل تأكيد تجارب جديدة من خلال انجاز هذا المشروع، مما سيمكن الخبراء الدانماركيين من تملك معارف جديدة.