واستفاد من هذه الدورة التي نظمتها، بشكل مشترك، مصلحة التكوين المندمج بقسم عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة والقوات المسلحة الملكية، 39 مشاركا من 13 بلدا فرنكفونيا هي المغرب والكاميرون وكوت ديفوار وجيبوتي وغينيا ومدغشقر وموريتانيا والنيجر والسنغال وسيراليون وتشاد وتونس وسويسرا، إضافة إلى ممثل عن الاتحاد الإفريقي.
وتمثل الهدف من هذه الدورة التي أشرف على تأطيرها عشرة خبراء تابعين لأجهزة الأمم المتحدة، في تقاسم المساطر الإدارية والتقنية للأمم المتحدة مع المشاركين، وكذا التحديات التي تواجهها الدول المساهمة بقوات في عمليات حفظ السلام في مجال التفاوض والتخطيط والتحضير والانتشار والدعم وعملية إعادة الانتشار.
وتطرقت هذه الدورة التكوينية التي تخللتها تمارين تطبيقية، لمحاور همت على الخصوص "عموميات حول عمليات حفظ السلام" و"عموميات حول الأمانة العامة للأمم المتحدة"، و"تخطيط عمليات حفظ السلام"، و"إطار التعويضات"، و"إطار الدعم اللوجيستي"، و"تحضير القوات للانتشار".
وأكد مدير الكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا، الجنرال دو بريكاد عمر الودودي، في كلمة بمناسبة اختتام هذه الدورة، اليوم الجمعة، أن هذا التكوين الذي أطره خبراء الأمم المتحدة "بشكل متميز" مكن ليس فقط من منح قيمة مضافة على مستوى استيعاب مسلسل التخطيط الوطني لعمليات حفظ السلام، وإنما شكل أيضا أرضية للتواصل والتقريب نحو قابلية للعمل المشترك بين العديد من ممثلي الدول المساهمة بقوات في عمليات حفظ السلام.
وأعرب عن الأمل في تنظيم مزيد من هذه الدورات باعتبار دورها في توطيد المعارف التقنية للمخططين الوطنيين، وباعتبار الأهمية التي يكتسيها التكوين والتبادل بين الأمم المتحدة والدول الأعضاء المنخرطة في عمليات حفظ السلام.
ونوه الجنرال دو بريكاد الودودي، في هذا الصدد، بشجاعة "هؤلاء الرجال والنساء من عناصر القبعات الزرق التابعة للأمم المتحدة (..)، المنخرطين في القوات المقاتلة، والذين يخاطرون بحياتهم ويعملون من دون هوادة من أجل حفظ السلم والأمن".
من جهته، أكد الخبير الأممي رافاييل باربيي، عن قسم إدارة عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة، في كلمة مماثلة، أن هذه الدورة التكوينية حققت أهدافها "بكل تأكيد"، منوها بالدور "الحاسم" لمسؤولي الكلية الملكية للدراسات العسكرية في التحضير لها وتنفيذها.
وأبرز باربيي أنه خلال فترة التكوين هذه، تم تحسيس المشاركين بمعلومات أساسية ومحينة، وكذا بالممارسات الجيدة في مجال التفاوض والتخطيط والانتشار وتناوب القوات بعمليات حفظ السلام، مشيرا إلى الهدف العام من هذا البرنامج يتمثل في تمكين جميع الأطراف المتدخلة في مجال حفظ السلام من الانكباب على أفضل السبل لدعم هذه العمليات على أرض الواقع، واتخاذ التزامات مشتركة من أجل مساهمات أكثر فعالية وأكثر مراعاة لحضور متساو للنوع الاجتماعي.
من جانبه، توجه الجنرال دو بريكاد رينالد درو (سويسرا)، في كلمة باسم المشاركين، بالشكر للمغرب على "حسن الاستقبال" و"الدعم" و"الاحترافية" التي ميزت التنظيم الجيد لهذا الحدث، وكذا على المحتوى الجيد للحصص التكوينية المقدمة في إطاره.
وتميز الحفل الختامي لهذه الدورة التكوينية بتسليم شهادات للمشاركين وأخرى تقديرية للخبراء الأمميين الذين أشرفوا على تأطيرها.