هذه هي الأجواء الإحتفالية للطريقة الصوفية العلوية بتاوريرت بالسنة الهجرية الجديدة

هذه هي الأجواء الإحتفالية للطريقة الصوفية العلوية بتاوريرت بالسنة الهجرية الجديدة جانب من الإحتفال بالسنة الهجرية الجديدة 1440
بزاويتها بمدينة تاوريرت تحت شعار « الهِجرَةُ: إشْراقَاتٌ نُورانِيةُ »، أحيت الطريقة الصوفية العلوية المغربية بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة 1440 هـ، احتفالا دينيا روحيا برحاب زاويتها بمدينة تاوريرت تحت شعار " الهِجرَةُ: إشْراقَاتٌ نُورانِيةُ "، وذلك يوم السبت 7 محرّم 1441 هـ الموافق 7 شتنبر 2019م.
ويأتي تنظيم هذا الحفل كل سنة من أجل ربط المريد بحدث الهجرة، ليس كحدث ضارب في التاريخ فحسب، ولكن كمحطة روحية، يستلهم منها كل مريد نفحات روحية، ودروس وعبر، يستعين بها على تقويم مساره في طريق ربه حتى يغشاه الفتح. فمع حلول كل سنة هجرية جديدة، تستوقفنا معاني متجددة لهذا الحدث العظيم في حياة رسولنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تتجلى للمؤمن في صورة مختلفة حسب تدرجه الإيماني في طريق السير إلى الله. فمن بداية هجرة ما نهى الله عنه مرورا بمختلف درجات الإيمان من أجل الوصول إلى مقام الاحسان في كل شيء، يحرص العبد على السير و المسير الى هذا المقام متسلحا بزاد التقوى و مكثرا بذكر الله و مستلهما من خلق الرسول و طريقة تصرفه في أي حال من أحواله وعند أي حادث. و أكد مقدم زاوية الطريقة الصوفية العلوية المغربية بمدينة تاوريرت الحاج محمد مستعين أن زاوية الطريقة بمدينة تاوريرت تتشرف بتنظيم هذا الاحتفال السنوي الذي يدخل في إطار البرنامج القار للطريقة الغاية منه المحافظة على الإرث النبوي المبني على الوسطية و الاعتدال. و هي مناسبة لترسيخ في عقول الناشئة ضرورة العمل بهذا الموروث وتجديد وسائل العمل.
انطلق الحفل بتلاوة القرآن ثم ذكر و سماع و مديح وصلاة على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وبعد استرسال الحضور في أمداح وسماع خاشع تهيأت الأحوال و ارتفعت الهمم إلى إقامة حضرة ربانية أضفت جوا من السكينة والطمأنينة والصفاء على الحفل.
وجاءت كلمة فضيلة شيخ الطــريقة الصوفية العلوية المغربية و ممثلها العام بالمملكة الشريف سيدي سعيد ياسين، أبرز فيها المعاني العميقة للهجرة وما تتضمنه من رحمة ونور باعتبارها مثال للصحبة الخالصة وقوة الإيمان، وبشارة على قبول العمل والانتقال إلى مرحلة أخرى من مجاهدة النفس بعد عام من الجد والتخلي عن المعاصي والمفاسد، والتحلي بمكارم الأخلاق وإتباع سبيل الله عز وجل للفوز برضوانه الذي يضمن نعيمه. وأكد فضيلته أن العام الهجري الجديد فرصة متجددة لمحاسبة النفس، تتجدد بتجدد الساعات والأيام والشهور والسنوات، وبتجدد الأحوال والمناسبات، وهي لحظةٌ يقفُ فيها العاقل ملتفتا إلى نفسه محاسبا لها عمّا قدمت وعمَّا تنوي تقديمه والقيامَ به (وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ). وختم كلمته إلى أن الجميع في أمس الحاجة إلى محاسبة أنفسهم والنظر في حالها مع ربنا جل جلاله، وذلك من أجل أن يكون عامنا الجديد هذا عام خير ونصر وعز ورقي، “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا”.
و ألقى الأستاذ حسن كرماط عضو المجلس العلمي ببركان، والخطيب حسن عيساوي كلمتين ناقشا فيها بالتحليل والدرس المغزى الحقيقي من الاحتفال بحلول السنة الهجرية، مذكرين بمجموعة من الخصال الحميدة التي كان يتميز بها خير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مع دعوتهما الجميع إلى الاقتداء به للفوز بالدنيا والآخرة. و تلى السيد عمر بركاني برقية التهنئة بحلول السنة الهجرية و الولاء و الإخلاص المرفوعة باسم فضيلة الشيخ الشريف سيدي سعيد ياسين و مقدم الزاوية الحاج محمد مستعين إلى أمير المؤمنين الملك محمد السادس.
وقد امتلأت الليلة بنور تلاوات بينات من الذكر الحكيم، وأمداح نبوية إلى ساعات متأخرة من الليل حيث خشعت النفوس و لانت الجلود و رفعت الأكف، والقلوب مبتهلة إلى بارئها و متضرعة إلى مولاها، بأن يرزق أمير المؤمنين الملك محمد السادس، وأن يبارك خطواته وأن يديم عليه موفور الصحة والعافية والسعادة والهناء وأن يحفظ ولي عهده الأمير مولاي الحسن ويشد عضده بشقيقه الأمير مولاي رشيد وباقي الأسرة الملكية الشريفة.
 

الطريقة الصوفية العلوية المغربية