محمد مرفوق: بنعبد الله أو رقصة الديك الأخيرة

محمد مرفوق: بنعبد الله أو رقصة الديك الأخيرة محمد مرفوق
 
كلشي تقاضى، التخلويض، والتكوليس، وتخراج العينين،! وما بقي سوى الندامة وضريب الراس مع الحايط ! ومع سقوط بنعبد الله، ستسقط بالتأكيد اوراق التوت الذايلة إيذانا بحلول موسم الخريف..و"سماتشو" ستنتظر إذن مع هذا الموسم سقوط كل أوراق الخريف التي أُقحمت غصبا وكرها في أشجار حديقة قطاع إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة  المدينة.. حديقة مورقة كانت تعج ذات زمن جميل بالحياة والحيوية، فتسلطت عليها من حيث لا تدري، رِيح صَرْصَر عاتية فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لتهلك ما أينع واخضرّ من  أشجارها حتى شحات وذيلت و بقيت خاوية على عروشها؛ وقد تسلط عليها "الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ"، هكذا صار أولائك الذين من طبعهم العلو والاسْتَكْبَار، فكَانُوا بذلك قَوْمًا مُّجْرِمِينَ..
وهل أراد الله بنا، نحن أهل القطاع، سوءًا حتى يسلط علينا الجدل وقلة العمل، ما سبق أن أشار إليه لقمان الحكيم لأهل بلاد النوبة؟!! وإن كان هو من قال: "إذا أمتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة"..
فهذا ما وقع لنا داخل القطاع مع الرؤوس المستوردة، من مسؤولين جدد يتحكمون في شأننا وأمورنا، يستفيدون ويملؤون بطونهم، فغيّبوا بذلك الحكمة وقتلوا الفكرة..
وما دام "دوام الحال من المحال"، فإن فصل الخريف آتٍ، ومعه ستصفرّ كل أوراق الرؤوس المستوردة، والرؤوسالهجينة المغيرة لجنسياتها، والرؤوس المتطاولة على مناصب للمسؤولية ليست من حقها، والرؤوس البائعة لضمائرها، ستصفر أوراقها وستتساقط واحدة تلو الأخرى..
فصل الربيع أوشك على نهايته، زمان "التمخميخ" وماكلة الزبدة البلدية وشريب اللبن انتهى.. على الأمور أن ترجع إلى نصابها وإلى طبيعتها الأصلية، وأن يوضع كل شخص في المكان الذي يناسبه، ويكون نصيبه حسب مؤهلاته وكفاءاته، لا حسب انتمائه أو ولائه أو درجة بيع نفسه والتخلي عن مبادئه ومعتقداته..
و"سماتشو" لن تقف عند هذا الحد، فلا بد من تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، ولا بد من حصول كل الرؤوس المستوردة على إبرام الدمة quitus  قبل المغادرة..
وفي إطار محاربتها للفساد الذي استشرى داخل القطاع بقدوم الأمين العام لحزب الكتاب ومن خلفه، من حملة شعار "اللامعقول"، فإن "سماتشو" ستختار مسطرة اللجوء إلى مؤسسة القضاء، برفعها للعديد من قضايا الفساد أمام المحاكم المختصة في الموضوع، وستكون البداية بملف الصفقة ذات المليار وأربعة مائة ألف سنتيم (1,4 مليار)..وسيتم رفع هذه الدعوى القضائية من طرف هيئة محاماة مؤازرة، ضد كل من:
- "محمد نبيل بنعبد الله"، الوزير السابق لإعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، بصفته الآمر بالصرف الرئيسي الذي أمر بأداء مبلغ الصفقة؛
- "سمية حجي"، رئيسة ديوان الوزير السابق، حول التدخلات والضغوطات التي مارستها من أجل أداء أشغال لم يتم إنجازها كما هو منصوص عليه بكناش التحملات.
- "ضياء لحلو"، مديرة الإنعاش العقاري السابقة، عن "التضارب في المصلحة Conflit d'intérêt "، حيث هيأت الصفقة من داخل الإدارة، لتستفيد منها مباشرة بعد مغادرتها أسلاك الإدارة.
- "نبيلة لمريني"، مديرة الإنعاش العقاري ما قبل الأخيرة، عن توقيعها على وثائق حسابات تصفية أشغال غير مطابقة لما هو منصوص ومتفق عليه.
- "هند بنزهة"، مديرة الإنعاش العقاري الحالية، عن مصادقتها على أشغال الصفقة عندما كانت رئيسة لقسم الدراسات والاستشراف، مسؤولة عن متابعة أشغال الصفقة والمصادقة عليها.
- صاحب مكتب الدراسات B Marketing، الذي أخل بكل التزاماته وتعهداته، وحصل على مبلغ الصفقة كاملا دون أن يكون الإنجاز مطابقا للمواصفات المطلوبة والمتفق عليها مسبقا.
- "كريم تاج"، المفتش العام لقطاع الإسكان وسياسة المدينة، عن غضه الطرف وعدم تدخله لإيقاف نزيف المال العام والاستحواذ عليه بطرق غير مشروعة..
وفي إطار الحق في المعلومة، فإن "سماتشو" ستطلع  الرأي العام عبى تفاصيل المذكرة التي سترفعها في الموضوع عن طريق محاميها، إلى النيابة العامة بالرباط والتي  ستتضمن تفاصيل كل الاختلالات التي عرفتها أطوار هذه الصفقة، منذ تهيء دفتر التحملات، إلى إبرام الصفقة، إلى إنجاز الأشغال وعملية التصفية وأخيرا الأداء..
ولن تكون هذه هي المرة الأولى التي سترفع فيها نقابة "سماتشو" دعوى قضائية في حق الوزير الوصي عن القطاع، فقد سبق أن تم ذلك مع الوزير "أحمد توفيق احجيرة"..
الكاتب العام لنقابة "سماتشو"، ورئيس اتحاد النقابات المستقلة