ابن يهودي من أصول مغربية ينتخب رئيسا لمجلس الشيوخ البرازيلي

ابن يهودي من أصول مغربية ينتخب رئيسا لمجلس الشيوخ البرازيلي السناتور "ديفيد ألكولومبري"، وفريد مشقي، رئيس غرفة التجارة المغربية الإفريقية البرازيلية
ما فتئت العلاقات بين المغرب وبلدان أمريكا اللاتينية تتعزز باستمرار تواكبها إرادة وعزيمة راسختان من الجانبين من أجل الرقي بهذه العلاقات إلى أفضل المستويات والوصول بها إلى شراكة نموذجية قوامها تعاون متعدد الأشكال، وذلك على كافة الأصعدة وفي كل المجالات.
وفي هذا السياق قام عدد من البرازيليين والمغاربة والأفارقة والعرب، الذين يقطنون في الجمهورية البرازيلية، بتأسيس غرفة التجارة المغربية الإفريقية البرازيلية بمدينة ساوباولو، "تماشيا مع النظرة الإستراتيجية للملك محمد السادس الرامية إلى تمتين أسس التعاون جنوب-جنوب، وتعزيز علاقات التنمية الاقتصادية بالقارة الإفريقية ودول أمريكا اللاتينية". وتم انتخاب فريد مشقي، المغربي المقيم في البرازيل والمنحدر من مدينة فاس، رئيسا للغرفة التي اعترفت بها رسميا الدوائر الرسمية الحكومية المختصة والتي تهدف إلى توفير خدمات متنوعة تشمل العديد من القطاعات، وتروم تقريب وجهات النظر والدفاع عن المصالح المشتركة، بغية تقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البرازيل والمغرب وإفريقيا ودول السوق اللاتينية المشتركة (ميركسول)، من خلال إرساء شراكات مع المؤسسات الرسمية ذات الاختصاص في البرازيل والمغرب وباقي الدول الإفريقية واللاتينية.
كما تم انتخاب السناتور "ديفيد ألكولومبري" يوم السبت الماضي رئيسًا لمجلس الشيوخ الفيدرالي للعامين المقبلين، وبذلك سيكون أول يهودي من أصل مغربي يترأس المؤتمر الوطني البرازيلي.
"ديفيد صموئيل ألكولومبري توبيليم"، 41 عامًا ، ينحدر من عائلة من اليهود المغاربة، حيث قام أجداده من الأب والأم بمغادرة الصحراء المغربية في أوائل القرن العشرين بالهجرة إلى البرازيل وللعيش على ضفاف أكبر نهر في العالم ، وهو نهر الأمازون. علما أن هجرة يهود المغرب إلى البرازيل وإلى منطقة الأمازون على الخصوص بدأت قبل قرن على الأرجح؛ بحيث هناك سجلات للعائلات التي هاجرت إلى المنطقة في عام 1810 واستقرت في بارا وأمازوناس. في عام 1826 ، كانت هناك بالفعل أماكن للصلاة لليهود في مدن شمال البرازيل مثل بيليم، لكن لم تكن المعابد اليهودية بالضبط ، كانت هناك منازل لليهود يمارسون فيها شعائرهم الدينية، بحيث كان دستور عصر الإمبراطورية يحظر بناء المعابد غير الكاثوليكية في البرازيل.
وقال فرناندو لوتنبرج، رئيس الاتحاد الإسرائيلي للبرازيل في إحدى الصحف : "لليهود الذين هاجروا إلى الشمال تاريخ جميل للغاية وغير معروف. معظم العائلات كانت تتاجر في أنهار المنطقة ..فأغلب العائلات اليهودية المغربية جاءت من مدن شمال المغرب كتطوان وطنجة وكذلك من الدار البيضاء، وكان هؤلاء اليهود قدم تم طردهم من اسبانيا مع المسلمين وقطنوا هذه المدن ، وكانوا يُعرفون باسم "يهود السفارديم" وهم الذين فروا من إسبانيا مع المسلمين أيام محاكم التفتيش في أواخر القرن الخامس عشر وانتشروا بشكل أساسي في شمال إفريقيا والمغرب على وجه التحديد .
وقد وصل معظم المهاجرين إلى شمال البرازيل منذ سبعينيات القرن التاسع عشر، ومع بداية القرن العشرين ، بدأت العائلات اليهودية في البرازيل تشارك بقوة وفي جميع المجالات في التجارة والسياسة، فعائلة ابن اليهودي المغربي- السناتور ديفيد ألكولومبري ريس مجلس الشيوخ الحالي الذي انتخب الأسبوع الماضي- وصلت إلى البرازيل قادمة من المغرب عام 1905 ، بحيث وصل أجداده ألبرتو وسارة ألكولومبري، وبعد ثماني سنوات، وُلد في بيليم إسحاق ألكولومبري، جد السناتور للأم، الذي اكتسب شهرة في تجارة المعادن النفيسة، في صغره انتقل صموئيل مع والديه إلى أمابا، حيث استقر في منطقة تقع بين نهري ماتابي وفيلا نوفا. جنبا إلى جنب مع الإخوة، بدأ العمل في التجارة، وشراء المنتجات الزراعية من السكان على ضفاف النهر. تم إعادة بيع المنتجات في وقت لاحق في معرض قرية سانتانا، تزوج صموئيل خوسيه توبيليم من ابنة عمه جوليا بيريز ألكولومبري على طريقة العادات اليهودية في الحفاظ على خط الأسرة.. كان لديهم خمسة أطفال، بمن فيهم ديفيد ، الذي ولد عام 1977، وأصبح تاجرًا ودخل السياسة في عام 2001.
فالشاب اليهودي رئيس مجلس الشيوخ البرازيلي "دافيد ألكولومبري" يفتخر بكونه من أصول مغربية بحيث ينشر صوره على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى حسابه الشخصي غرد الأسبوع الماضي وقال "ان أجدادي، ألبرتو وسارة ألكولومبري ، غادروا مدينة طنجة من المغرب قبل 110 سنة في اتجاه البرازيل".
وتولى "ديفيد صموئيل ألكولومبرى توبيليم" البالغ من العمر 41 سنة، رئاسة مجلس الشيوخ البرازيلي في 2 فبراير 2019.
ويعتبر ألكولومبرى الشخصية الثالثة في هرم السلطة بالبرازيل، بعد رئيس البلاد، ورئيس مجلس النواب.
وجدير بالذكر أن ديفيد رئيس مجلس الشيوخ البرازيلي تحركت في دواخله عواطف محبة وطن الأجداد وقام بصفعة للكيان الوهمي “البوليساريو” يوم أمس الأربعاء الماضي، بحيث صادق مجلسه -أي مجلس الشيوخ البرازيلي - بأغلبية ساحقة على ملتمس بدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية والتي تحترم الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للمملكة.
فنحن كغرفة تجارية مغربية برازيلية نثمن دور مجلس الشيوخ البرازيلي ونعلن استعدادنا للتعاون معه في جميع المجالات، وخصوصا المجالات التجارية والثقافية والرياضية والسياحة وغير ذلك من الأمور التي تحقق للبلدين الصديقين المغرب والبرازيل التقدم والنماء والرخاء والازدهار ، مع شكرنا الجزيل للرئيس ديفيد، وسلام حار لك من وطن الأجداد مغرب التعايش والسلم والسلام .
 
فريد مشقي / رئيس غرفة التجارة المغربية الإفريقية البرازيلية