ما عبر عنه الحوثي مؤخرا - حسب المحللين - يعكس مطمح هذا الأخير إلى التخلص من الدور الإماراتي ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات ذي الأثر المدمر للتغلغل الإيراني في اليمن ولوجود ميلشيا الحوثي على رأس سلطة اختطفها بالتخريب والإرهاب من الشعب اليمني، وبالتالي فسعي الحوثي لإستهداف العلاقات السعودية الإماراتية، ليست الأولى له، حيث وجه بالأمس "نصيحة" إلى دولة الإمارات يدعوها في المضمون إلى الخروج من التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، مدعيا خطورة الموقف وتأثيره السلبي على الأمن والاقتصاد الإماراتي، وهو الذي يسبح في بحر من الأوهام لدرجة أن لا أحد يكترث أو يهتم لتصريحاته أو ينتظر رأيه في شأن الدور الإماراتي في اليمن. مما يجعل محاولاته بشق الصف السعودي- الإماراتي مجرد محاولات يائسة وبائسة، لابد أن تتحطم أمام متانة وقوة العلاقات التي تجمع بين البلدين، وهي أكبر من أن يسمها الحوثي أو من يقف خلفه، حسب المراقبين.
كما أن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية يعد صلبا وقويا وحجر الأساس لإستقرار المنطقة، ووقف التغلغل الخارجي فيها. وما صرح به الحوثي لايعكس - حسب الكثيرين - إلا حجم الأزمة التي تتخبط فيها حاليا ميليشياته بعد الضربات المتتالية للقوات المسلحة الإماراتية من ضربات موجعة أضحت تهدد نفوذ الحوثي وأحلام طهران في السيطرة على اليمن.
إن التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في اليمن، ليس أمرا طارئا يحتمل انقلابا في المواقف والإستراتبيجيات، بل يتعلق بشراكة استراتيجية بعيدة المدى تجمع البلدين، كما أنها تعبير واضح عن تكامل شعبي ورسمي للوقوف في مواجهة الأذرع الإيرانية في المنطقة، وكل محاولة الحوثي لإيجاد شرخ في التحالف العربي سيكون مآلها الفشل الذريع على غرار سابقاتها.