التعليم الإبتدائي بالعالم القروي.. محنة بأوجه متعددة

التعليم الإبتدائي بالعالم القروي.. محنة بأوجه متعددة بعد المدرسة يشكل للعديد من التلاميذ محنة يومية
 إن الحديث عن التعليم الإبتدائي بالعالم القروي هو الحديث عن محنة بأوجه متعددة، وهي تشمل الأساتذة والتلاميذ على حد سواء. وإذا كانت العالم القروي بالمغرب خطى خطوات ناجحة خلال العقدين الأخيرين ،نحو الإستفادة من العديد من المكتسبات الهامة (الكهرباء والماء الصالح للشرب والمسالك...) فإن غياب العناية اللازمة بالمؤسسات التعليمية يبقى حاضر.
وإن الأمر لاينبثق على المؤسسات القريبة من المدار الحضري للمدن، بل إن الإشكال يهم المدارس التعليمية المنزوية في أماكن تعاني من العزلة ومن صعوبة التضاريس، ومن انعدام هذه المدارس لمجموعة من المقومات الأساسية التي تشجع هيئة التدريس على العمل في جو مطمئن. إن بعض الجهات نهجت مخططا حداثيا أعطى نتائج جد إيجابية ويتعلق الأمر بالمدارس الجماعاتية، والتي تكون لها هيكلة خاصة، من مؤسسة تعليمية بأقسام وفيرة، ومن مرافق مجهزة، ومن مساكن للأساتذة، جناح للذكوروآخر للإناث.
ومن إقامة خاصة بالتلاميذ بجناحين واحد للذكور والآخر للإناث. مع وجود مطعم وكل متطلبات التغذية. فضلا عن فضاءات للعب، لكون التلميذ دون سن 15، لازال في مرتبطا باللعب. وإن تجربة المدارس الجماعية كانت موفقة وتمكنت من الحد من المتاعب اليومية التي يتحملها رجال التعليم والتلاميذ على حد سواء. ومن دون نهج هذه التجربة، فإن التعليم بالعالم القروي يبقى بمثابة محنة ذات الأوجه المتعددة، خاصة في المناطق النائية، والتي لم يتم التركيز فيها على إحداث المدارس بكل المتطلبات التي تخدم المدرس والتلميذ.
وإن الرفع من المستوى التعليمي بالعالم القروي أصبح يتطلب اهتماما كبيرا بما يخدم المدرسين والتلاميذ من خلال توفير مطاعم تستجيب لحاجياتهم اليومية ومرافق عمومية ملازمة للمؤسسات التعليمية ومساكن مجهزة بشكل جيد مخصصة لرجال التعليم، لكون التنقلات اليومية تبقى مرهقة وجد مكلفة.